عبد المنعم الحيدري.
انا على يقين أن الأعم الأغلب لا يميل للقراءة خصوصا اذا كان المنشور مطولا وفيه إسهاب، وكيف يقرأ من كان لا يفرق بين الضاد والظاد وبين النون والتنوين، لهذا سأوجز قدر المستطاع.
١٤٠٠ عام من سلوكيات الملوك والأمراء والحاكمين والسلاطين، سلوكيات يندى لها جبين الإنسانية بسبب القتل والظلم والجور، وبعيدة كل البعد عن شرع الله ونهج رسوله الأمين (ص)، وكانت مدارسهم الفكرية ترفدهم وتبرر لهم صنيعهم وتعزز عقيدتهم، حتى وصل الأمر إلى أن يقولوا ( لا يجوز الخروج على السلطان حتى لو كان فاسقا شاربا للخمر)، تحت ذريعة عدم شق عصا المسلمين.
وكانوا ينتقلون من نظرية إلى أخرى بحسب رغبة السلطان وشهواته.
اما نحن فلا زلنا ثابتون في الضرورة على ( حاكم كافر عادل خير من حاكم مسلم جائر)، وهذا إعلان صريح وواضح لرفض السلوك، ذلك السلوك الذي يخالف المنهج، لأننا نعتقد أن السلوك مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمنهج، وخلاف ذلك مرفوض ولا يمثل النهج القويم.
وخلاصة القول اننا حينما نرفض سلوكيات الطبقة السياسية الفاسدة، اي طبقة كانت، فلا ندع ذلك الرفض ينعكس على عقيدتنا وبالتالي نكون قد وقعنا بخطأ فكري جسيم، يترتب على أثره ضبابية الرؤية وفقدان البصيرة والوعي، ومن ثم يلتبس علينا الحق بالباطل، ثم يخرج علينا ماكر وخبيث ليطلق كلمة حق يراد بها باطل، ويثبت خاتما ويخلع آخر، وبهذا نكون مصداقا لقوله تعالى : ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ) صدق الله العلي العظيم
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)