المقالات

لم تتمكن الحكومة من الصمود بوجه ازمة كورونا لو لا هذه الاسباب ...


علي المالكي

 

لم يكن اكثر المتفائلين يوما يتوقع ان تمر ازمة كورونا وما رافقها من تدهور اقتصادي كبير على بلد مثل العراق الا وتنتهي به الى بلد محطم اقتصاديا واجتماعيا وصحيا ، فالواقع الصحي وتدهور البنية التحتية وغياب الكفالة الاجتماعية الحكومية وانعدام الخطط الاستراتيجية وافتقار البلد لعوامل التنمية الشاملة اسباب قادرة على جعل العراق ساحة لصراعات مجتمعية من اجل الحصول على لقمة العيش (صراع البقاء) وبما ان البقاء للاقوى كما تقول بعض النظريات الا ان الاقوى في العراق هذه المرة يختلف كثيرا عن سواه .

ازمة كورونا وما افرزته من تحديات ارهقت دول العالم برمتها وشكلت خطرا كبيرا على اقوى الامبراطوريات العالمية ، من الطبيعي ان تجد لتأثيراتها في العراق تحديات متعددة ، تحديات تتخطى الجوانب الصحية والاقتصادية لتصل الى حد التأثيرات الاجتماعية التي تعتبر الاكثر تعقيدا في بلد تمتزج فيه التقاليد الموروثة مع القوانين الوضعية ، فالاستعدادات الطبية تصطدم بواقع الحال الذي يفتقر الى مؤسسات صحية كبيرة او اجراءات وقائية قادرة على استيعاب الخطر الاكبر من نوعه في العالم ، فضلا عن انتشار ملايين العراقيين العاطلين عن العمل والذين تقطعت بهم السبل في مواجه الحياة ، اضافة الى اعتماد العراق في مواده الاستهلاكية بنسب كبير على الاستيراد الدولي ، اذا كيف سيكون التعامل مع هذه التحديات الكبيرة .

عند الاشارة الى كيفية تمكن العراق من تجاوز اثار ازمة كورونا بالحد الذي هو عليه الان لابد من الاشادة بمن ساهم بتحقيق هذا الانجاز وهو الشعب العراقي الذي كان له الفضل الاكبر في مساعدة الجهات الحكومية من خلال التقيد ولو بنسب متفاوتة بتوجيهات خلية الازمة وطبيعة التعاون الاجتماعي بين المواطنين انفسهم من خلال المساعدات التي غطت جزأ كبيرا من احتياجات المواطنين ، فآلاف المواطنين البسطاء الذين لا يملكون قوت يومهم كانوا على قدر كبير من الوعي والتقييد بالتعليمات الصحية وقدموا المصلحة العامة على مصالحهم التي تتعلق بحياتهم وحياة عوائلهم وفضلوا البقاء في منازلهم على الرغم من عدم تمكنهم من الحصول على الاموال الكافية التي توفر لهم الحد الادنى من مستلزمات الحياة اليومية ، وفي الحقيقة لو ان هؤلاء تمردوا فعلا على قرارات الدولة وخرجوا من اجل الحصول على لقمة عيش لأبنائهم فانهم حتما سيشكلون قلقا كبيرا وتحديا واضحا للدولة وإجراءاتها .

الدور الكبير الذي لعبته الملاكات الصحية والتي تعاملت مع هذه الازمة من منطلق انساني لا من منطلق وظيفي كان ايضا من ابرز العوامل التي مكنت العراق من الصمود بوجه خطر كورونا اضافة الى دور المؤسسات الامنية والمنظمات الاجتماعية وتوصيات المرجعية الدينية .

كل هذه الاسباب تظافرت لتُمكن الحكومة العراقية من السيطرة على تأثيرات وباء كورونا وهذا يتطلب منها ومن اصحاب القرار ومن يمتلكون زمام الامور في البلد وضع خطط فعالة للتعامل مع هكذا ازمات مستقبلا والعمل على بناء هياكل الدولة بأسس صحيحة تقوم على مبدأ الشراكة من اجل الشعب والاستفادة من خيرات البلد في توفير حياة حرة كريمة يتساوى فيها الجميع والاهم من ذلك التوجه الى احياء الفقراء ودور المساكين لتقديم الشكر لهم على ما حققوه من انجاز كبير يحسب لهم قبل كل شيء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك