المقالات

المجتمع والفكر بين المدرستين  

1495 2020-04-20

كندي الزهيري

 

من طبيعة الإنسان  الاختلاف  والتسرع  في الحكم ،والطمع في بناء مجد شخصي له  .

لكن هذا الطمع اصبح جمعي  وليس  على المستوى الفردي . وهذا الاختلاف واضح المعالم  بين نظام المدرسة   الإسلامية و نظام المدرسة   الرأسمالي   حيث يؤمن  لنظام الإسلامي  ببناء  الانسان  والتكافل  وبناء الدولة  على هذا الأساس  ،بينما  ينظر  الرأسمالي  إلى بناء الدولة  والاحتكار؛   وجعل الانسان  ماديا  اكثر من روابط  التي  تجعل من مجتمع  متماسك  ،اي بناء الدولة  على أساس مادي  وهذا اساس  بناء نظام   الذي ستأثر  باي  عامل  اقتصادية  كما حدث في الحروب  العالمية   .

مع ذلك انقسم  كل النظامين إلى الاتي  .

الانظام الإسلام  بين مدرستين 

●مدرسة  آل البيت عليهم السلام  المتمثلة  بمدرسة  الجعفرية ،  التي تؤمن بالحوار  وحرية  الرأي  والنقاش  من أوسع أبوابه  ،كما يؤمن بتعايش  والاختلاط  المسؤول  بين الحضارة  الاخرى ، ويرفض  الاحتكار  والعنصرية وفرض الرأي، وجعل التعامل انساني  ولا وجود تميز بن الطبقات الاجتماعية الا بالعمل الصالح ، الانه ينطلق من قاعدة ( اما اخ لك في الدين  او نظير  لك في الخلق  ) وعادتا  ما يكون اتباع هذه المدرسة  مؤثرين  بشكل  قوي  في الحضارة  الاخرى  لكونهم  صدروا  من مدرسة  تدعوا  للتعايش  السلمي ونبذ  العنف والكراهية  والعمل بشكل حر  كفرد  او كجماعة  بشرط أن لا يؤدي  إلى  إيذاء  الاخرين.

● المدرسة  الوهابية   التي نشأت  بقرار  سياسي  بحت  ، التي تؤمن  بفرض  الرأي  ،وتقيد  حرية السؤال  ،ولا يؤمن بغير فرض الرأي  اي الرأي  الأوحد المتمثل  بما يسمى ( الخليفة  او للحاكم  الشرعي  ) ،إضافة اتبعهم اخرين  على قاعدة  (لا يجوز  الخروج  على الحاكم  وان كان  فاسق  )،  ولا يسمح   بالاختلاط  بالثقافات  الأخرى ، او التطلع  على افكارهم  وكتبهم  الانهم  يعتبرون  ذلك باب من أبواب الفساد أو الرده   ،كما تكون خطابهم  مبني  على أساس التعصب  والتطرف  ولغاء  دور الآخر  اما معي او انت مرتد وعدوي  إلى درجة  بأنك  غير مسموح  لك النظر  على كتاب من لمذهب و مدرسة  الاخرى  وتقيد بكل ما يطرح من دون نقاش او اعتراض .

نظام  الرأسمالي  بين مدرستين  .

●المدرسة الرأسمالي الغربية   التي تدعم تضخم  الاموال بيد مجموعة  من الأشخاص  على حساب لفقراء  ولا تسمح لغيرهم  بالتنافس  او الاعتراض  اي استعباد واحتكار  المواد  والطاقات  بيد مجموعة  صغيرة  بينما يسمح بالاستعباد  والتحويل المجتمع  إلى مادي صرف  اي الدكتاتورية  المالية المطلقة  بمعنى المال يستعبد الشعوب  ويلقي دور  الفطرة الإنسانية  بالكامل ، وهذا ما تم تطبيق في العالم الثالث  " ثلث  أغنياء و ثلثين فقراء  لكي يسهل   استخدامهم  واستقطابهم  بالمال " .

● مدرسة  الشيوعية  التي انتفضت  على نظام  الرأسمالي  وتحرر من استعباد  المال،   لكن تحول الامر الى استعباد الشعوب بيد الدولة  وليس الأشخاص  وهذا كرس الدكتاتورية  والنزاعات  وأحكام لإعدام   والغاء الاخر ،  معظم المعتقدات التي بنيت عليها الشيوعية التي تقوم على مبدأ الصراع بين الأغنياء والفقراء أو الصراع بين الطبقة البرجوازية وطبقة البروليتاريا.        ،ولا يسمح  الاحد  بالتحرك  خارج  أفكار هذا نظام  اي الخروج  من الدكتاتورية   الشيوعية إلى الدكتاتورية الرأسمالية  والعكس صحيح . وهنا اصبح للعالم نظامين  متصارعين  من أجل السيطرة،  مع محاولة استغلال  نظام الوهابي  لتدمير  نظام  الجعفري  لكون هذا نظام قادر  بأن ينسف  الرسمالية  وتحرير  الشعوب  من الهيمنة  المال  إلى التكافل ولتعاون  وانشاء نظام يجعل  من الانسان  حر  والمال  عبد  لدية ، ويني  جيل قادر على مواجهة التحديات  ، مبني  على اساس  التكافل والتعاون الانساني  المتحرر  من سيطرة الماديات  ،ليرفعه  إلى التكامل  الفكري والحضاري  واقتصادي  بشكل يضمن عدم وجود  فوارق  طبقية  بين شرائح المجتمع  .

كندي الزهيري...

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك