🖋️ الشيخ محمد الربيعي
[ ولما بلغ أشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ]
ان من نعمة الله تبارك وتعالى على الانسان مرحلة الشباب التي بها اكتمال كافة الادراكات الباطنية والظاهرية له .
ولما كانت هذه المرحلة لها اهميتها ووجودها بفترة حياة الانسان نجد انها من الامور المشدد عليها بالسؤال من قبل الله تبارك وتعالى يوم الحساب وذلك عن الكيفية التي استثمر بها تلك الفترة من العمر سواء اتجاه نفسه واسرته ومجتمعة وامته ، فقد جاء بالحديث عن الرسول الاكرم ( ص ) ،نأخذ منه محل الشاهد ( عن شبابه فيما أبلاه؟ )، من جهة اخر نلاحظ ان الدين الاسلامي كان مراعي جدا حالة تحول الانسان من مرحلة الشباب التي هي مرحلة الطاقات والقوة والبناء والانتاج الى مرحلة تقدم بالعمر الشيخوخة، وايضا اهتم في هذه المرحلة من عمر الانسان ، ولم يهملها سواء على صعيد ذات الانسان او الاسرة او المجتمع [ وقضى ربك ألا تعبد الا اياه وبالوالدين أحسانا إما يبلغنك عندك من الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ] وفي الحديث الشريف [ يا أنس وقر الكبير وارحم الصغير ترافقني في الجنة ] والاشارات الربانية الالهي بهذا عديدة جدا لايسع المقال التوسع سواء بمرحلة الشباب او الشيخوخة محل الشاهد : بعد هذه المقدمة البسيطة ذات الاشارات الكبيرة بمفهومها وغاياتها ، نتكلم عن كيف استطاع شاب عراقي استثمار شبابة بالتقرب الى الله تعالى وان يحضى بتوفيقا وكرامة له من الامام الحسين ( ع )، وذلك من خلال اكرامه لوالديه والبر لهما ولعمر الشيخوخة لهما ، فقد ورد وبلسان احد الخطباء الاجلاء هذه القصة التي اسرد مضمونها :
شاب من العراق كان كلما زار الامام الحسين ( ع ) في قبره وسلم رد الامام ( ع ) ، السلام عليه ،وعندما سؤل يوما من قبل احد الشوخ العلماء عن ماهي الكيفية التي اصبح بها موفقا هكذا ؟ كان الجواب اكرامة لوالديه بكبر سنهما وكانا بعمر الشيخوخة، فقد كان كل لليلة جمعة يذهب بأحدهما وهو يحمله على لزيارة قبر الامام الحسين ( ع ) ، ومستمر على هذا الامر ، حتى صادف في احد الايام زيارة الشعبانية ، وكان الدور لوالده فحمله وذهب لزيارة وعند اكمال مراسيم الزيارة رجع متعبا لانه يوم زيارة مخصوصة، وكانت الشوارع مزدحمه ، وعند رجوعه لدار مع ابيه سمعة ابيات من امه كانت تتمنا هذا اليوم هو مخصص لها لفضيلته لتزور الامام الحسين (ع ) ، فلما سمع واحس الولد الشاب بذلك لم يتكاسل ونسى التعب الذي حصل له بذهابة لزيارة مع ابيه الى مرقد الامام الحسين ( ع ) ، واصر ان يحمل امه ايضا ويذهب بها لزيارة وفعلا ، فعلها وذهب ومن عندها وببركة اكرام الوالدين ، رد الامام الحسين ( ع ) ، السلام على الشباب بعد ان توجه بالسلام الى الامام الحسين ( ع ) اثناء زيارته لقبرة ( ع ) ، واصبح منذ ذلك اليوم موفقا برد السلام عليه من قبل الامام الحسين ( ع ) ، كلما زاره في قبره الشريف .
ونحن في ازمة الفايروسات والبلاءات نقول اكرموا ابائكم امهاتكم تستجيب لكم الدعوات ويدفع الله عنكم البلاءات فقد ورد ان من الواجب اكرام الوالدين بحياتهما وبعد مماتهما حتى علل الامام علي ( ع ) ، قلة الرزق بسبب عدم الدعاء للابوين عقب الصلوات ،فالله الله بشبابكم ومن بلغ الشيخوخة عندكم
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha