🖋 قاسم العبودي
أعلنت الجمهورية الأسلامية الأيرانية اليوم ، تدشينها للقمر الصناعي الذي أتسقر في مداره الذي رسم له بدقة متناهية ونجاح باهر ، وقد أسمته نور ١ .
وكعادتها أنبرت وسائل الأعلام الأمريكية والصهيونية للتشكيك بمصداقية الخبر الذي نزل كا الصاعقة على وكالة ناسا ومن يديرها . بل ذهب رئيس ( الدبلوماسية ) الأمريكية بومبيو الى القول بأنه يجب أن تحاسب أيران لأقدامها على أرسال صاروخ للفضاء الخارجي ، وكأن الفضاء الخارجي ملكاً لأمريكا دون غيرها !!
لم ترد أيران على تلك التصريحات التي أطلقها بومبيو ، بأعتبار أن العلم والتنكولوجيا حق كفلته المواثيق الدولية وليس حكراً على دولة دون أخرى . السؤال الذي يفرض الآن ، كيف أستطاعت أيران من هكذا أنجاز علمي ، في وقت يفتك فيه الفايروس الوبائي بأبناء البلد ؟ أليس متناقظاً أن تطلق أيران صاروخ الى الفضاء ، في وقت قد طلبت من صندوق النقد الدولي قرضاً بمبلغ خمس مليار دولار ؟؟
ببساطة شديدة أن أطلاق صاروخ نور ١ جاء بعد (تجربتين فاشلتين )للأطلاق في العام الماضي ووقتها سخرت الولايات المتحدة من التجربة الأيرانية التي أعتبرتها في حينها ( عبثاً علمياً ) بحسب وكالة ناسا الأمريكية . اليوم تثبت الجمهورية الأسلامية ، بأن التجربتين السابقتين لم تكونا فاشلتين ، بل على العكس لو لم تكن ناجحتين لما أطلق القمر الصناعي نور ١ الى مدار الأرض هذا اليوم .
العبرة بالخواتيم كما يقال في الأمثال الدارجة ، وخاتمة التجربتين السابقتين ، هي وصول " قصاد " وعلى متنه نور ١ الى المدار بدقة وهدوء كبيرين .
فيما يخص الأشكال الآخر بخصوص طلب قرض صندوق النقد الدولي ، فأن من حق الجمهورية طلب قرض دولي وهذا حق لها كسائر الدول الأخرى ، ولا يعني بأي حال من الأحوال عدم وجود النقد الكافي لمؤسسة عسكرية كبرى مثل الحرس الثوري ، أذا ما علمنا أن موازنة هذه المؤسسة تعتبر الأعلى بين المؤسسات الأيرانية الأخرى ، كونها تمس الإمن القومي للجمهورية الأسلامية التي تحيط بها الأخطار من كل جانب .
اليوم وقد تكللت جهود الشباب في الحرس بالنجاح ، أعتقد أمام الولايات المتحدة فرصة تأريخية لأعادت حساباتها السياسية مع أيران وفق المعطيات المستجدة ، وأن لا تذهب بغيها بعيداً كون النجاح أصبح واقع حال لالبس فيه .
الأزمات الداخلية التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية مثل كورونا وضعف البنى الصحية ، فضلاً عن مصداقيتها التي أهتزت في كثير من المواقف الدولية ، وأنعدام حظوظ ترامب الأنتخابية ، وخصوصا بعد الأنهيار الكبير لأسعار نفطها ، ربما يدفعها للقيام بمغامرة عسكرية ضد أيران لتصدير هذه الأزمة الداخلية وخلط أوراق الداخل الأمريكي ، في محاولة منها للتعتيم عن الفشل الذي لحق بها ، وسيلحق بها تباعاً ، لأن هذا ديدن سياسي الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الفشل الدولي وعلى مر الدهور .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha