مازن صاحب
في حوار مع شخصية عراقية تقييم في المهجر .. يرى أن للعراق مشروعه الحضاري الذي يتجاوز ظرفه الحالي ويتطلب رسم السياسات العامة للدولة وفق معطيات هذا المنظور للمهمة الحضارية المناطة بالعراق ضمن المشروع الاممي للفكر السياسي الإسلامي الذي يواجه المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة وفي العراق خاصة .
ليست بصدد مجادلة هذا الراي الذي ربما يسود في اروقة الحوار بين النخب والكفاءات العراقية على منصات التواصل الاجتماعي في أوقات الفراغ الاجباري التي فرضها حظر التجوال بسبب جائحة كورونا .. ولكني احاول أن أجمع خيوط هذه الحوارات مع فكرة الخروج من نموذج المحاصصة كما طرحه السيد عزت الشاهبندر من خطوط العرض للمكونات إلى نموذج متجدد لإدارة الحكم بنموذج خطوط الطول ما بين زاخو والفاو .. مثل هذه الفكرة تستحق المناقشة لتكون ربما أقول ربما سفينة نوح عراقية بامتياز لكن ... هل يمكن لفرقاء العملية السياسية الذين هم أقرب إلى إخوة يوسف أن يتنازلوا عن مغانم السلطة ؟؟
ما بين الفكرة العقائدية بأن على العراق مهمات حضارية منشودة تتجاوز هموم اليوم ومعضلاته والنموذج التطبيقي لاعادة تكوين العملية السياسية برمتها بتحالفات عراقية جامعة تخوض الانتخابات لإدارة الحكم الرشيد وضبط معادلة المساواة بين المنفعة الشخصية للمواطن/ الناخب والمنفعة العامة للدولة .. مثل هذه المقارنة بالتفكير الإيجابي تفرز التصورات الاساسية التالية:
اولا: التصور الاممي لمهمات حضارية منشودة للعراق لا تبدو مقبولة مجتمعيا فمثال ذلك أقرب إلى التفكير السلبي في أولويات إعادة صياغة العملية السياسية .. فيما الكثير من الاحزاب تتحدث اليوم عن الدور العراقي المنتظر في المعركة الحضارية المنشودة ومنها ما ذكر عن معركة هيرمجدون وربما البعض يدخل المنظور الديني التفسير الشيعي في ظهور الأمام الحجة عليه السلام .. باعتبار أن محور المقاومة والممانعة إنما هو يقوم بالمواجهة مع المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة والعراق تحديدا من اجل هذا الأنتظار ... وهذا ما يصدر بوضوح صريح للمواطن/ الناخب .
ثانيا. في حالة الاخذ بفكرة السيد الشاهبندر لاعادة صياغة العملية السياسية بخطوط الطول وليس العرض سيواجه معضلة الخطوط الحمراء التي وضعت كهالة مقدسة .. مثلاً اعتبار كركوك قدس كردستان وحق تقرير المصير ... دور العراق في محور المقاومة والممانعة ضد المشروع الأميركي الاسرائيلي ... موافقة العرب السنة على أي نموذج للحلول أقرب إلى الاقلمة وتجاوز جدلية التهميش... التمسك بهذه الخطوط الحمراء على مستوى خطوط العرض .. فإن إعادة صياغة العملية السياسية وفق خطوط الطول .. ستواجه نموذج متجدد لما سبق وأن طرح عام 2004 عن قيادة الاغلبية الشيعية العملية السياسية بتحالفات مع الكرد ومع السنة .
تحليل ما نتح عن التحالف الشيعي الكردي انتهى إلى وقائع يتصاعد خط افعالها لتقديم مصالح الاقليم على الدولة العراقية الاتحادية .. فيما ما زال نموذج التحالف مع السنة يواجه غضب التهميش وكلا أنواع التحالف انتهت إلى جدليات مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة.
السؤال كيف سيكون موقف أي تحالف سياسي متجدد كما يريده ويدعو إليه السيد الشاهبندر مع فرضيات التوافق الكردي مع المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة والعراق تحديدا ؟؟
وأيضا هناك رغبة عند أطراف سنية بهذا المستوى أو ذاك للقبول بذات المشروع !!
الإجابة على هذا السؤال الكبير تتمثل في مقولة ما زلت اتذكرها في مقابلة صحفية مع المرحوم الفريق محمد فوزي وزير الدفاع المصري ... ان الشهداء هم من يصنعون التاريخ .. ولكن السياسة بنت لحظتها ... واي ربط بين العقيدة الدينية أو الفكر السياسي مع إدارة الحكم تبقى مشكلة تحتاج إلى قيادة تقلل من الخسائر وتزيد من الأرباح ...وكان الحوار معه عن عراق ما بعد الحرب العراقية الايرانية ... اليوم حين يحاول أي سياسي عراقي تقلل خسائر مفاسد المحاصصة... وتعظيم الارباح .. سيواجه ما ذكرت في الاسطر القليلة السابقة ... ويبقى الموضوع مطروحا للنقاش!!
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)