المقالات

افكار بلا تطبيق !!  


مازن صاحب

 

تحفل منصات التواصل الاجتماعي وكروبات المحادثة للنخب والكفاءات العراقية بالكثير من الأفكار غير النمطية لمحاكاة حلولا أفضل لعل وعسى تكون مدخلات للسياسات العامة للدولة .. السؤال لماذا لا تتحول كل هذه الأفكار لو بعضها الى مثل هذه التطبيقات؟؟

الإجابة على هذا السؤال الكبير تبدو مفتوحة النهايات ومتعارضة في الاتجاهات فما يعصف الذهن من افكار ومقترحات مشرقة قد تبدو عند غيرهم مظلمة ومن أجل أن لا تبقى تدور في طاحونة التفكير ونقلها إلى مصاف التدبير ربما اقول ربما يمكن اقتراح الاتي :

أولا .  حين تناقش قضية ما لا بد من تحديد معالمها بحدود ذهنية مفتوحة تضع الاطار الصحيح لحدودها  قد نختلف أو نوافق لكن لابد من الاتفاق على حدود علاقة المشكلة بالواقع وتاثيرها العام الاشمل وليس الخاص الأقل اثرا .. ثم فهم اسبابها ومناقشة تعبات ذلك على المتفقين والمعترضين .

ثانيا.اعتراف الجميع بوجود مشكلة فمثلا عدم تشكيل حكومة جديدة ليست بالمشكلة للكتل البرلمانية وحالة الاقتصاد العراقي ما بعد جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط قد أقول قد تبدو مشكلة عند ذات الاحزاب والقوى المتصدية للسلطة لكنها ليست بمستوى تاثير وانشغال المواطن العراقي بها ..

ثالثا .عدم الاعتراف بحجم وجسامة المشكلة المطروحة للنقاش التفاعلي بين المنفعة الشخصية للمواطن/ الناخب وبين القوى السياسية المتصدية للسلطة هو ما يوقع تلك النخب والكفاءات الأكاديمية والمثقفة العراقية في سجالات الاتفاق والتعارض والرفض حيث يكون لكل من يطرح رايا مرجعية دينية وسياسية تكون منطلقات عقلية لتصدير افكارهم وتصوراتهم من أجل الحفاظ على امتيازات لم يكونوا ليحصلوا عليها من دون نظام المحاصصة ذاته .

كيف يمكن تحويل الأفكار غير النمطية المطروحة للنقاش إلى بنك للحلول الأسهل للتطبيق؟؟

الإجابة على هذا السؤال مغيبة كليا عن أغلب هذه المناقشات المتواصلة والتي احتاج يوميا إلى حذف الكثير منها لامتلاء ذاكرة هاتفي المحمول ..  نعم ولكن لا بد من البحث عن إجابة لهذا السؤال .. تولد منهجية تحاور  لا تناقش المتعارض من الأفكار ..بل ما يمكن أن يتفق عليه ... تلكم الخطوة الاصعب والاخطر في إدارة مخاطر الأزمات ... ان تبدأ الأفكار بالتحول إلى تطبيقات عالية الجودة تستجيب لتحديات الأسوأ .. في مصفوفة حلول عددية فلا اعتقد ان ما يتعرض له المواطن/ الناخب اليوم من عواصف التصريحات والاقوال عن مستقبل معيشته يمكن أن يتحول إلى نموذج لحوار فكري فلسفي أو تساؤلات استفهامية عامة.. بل يحتاج الى اجوبة واقعية .. أقول لعل وعسى ..لعل وعسى تأتي منسجمة مع واقع مفاسد المحاصصة ويلتفت امراء الطوائف في عراق اليوم إلى غير ما تمسك به امراء الطوائف في الاندلس فضاع الملك .. وسقطت حضارة الاندلس ... عسى أن لا ينتهي العراق جغرافيا ونبقى الاجيال المقبلة تذكره.. فقط في اسطر قليلة من كتب التاريخ المدرسية ... ولله في خلقه شؤون!!

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك