✍️ إياد الإمارة
▪ مصطلح ثقافة القطيع يطلق على "السلوك الذي يتبعه الأفراد عند إنضمامهم الى جماعة ما"، في هذه الثقافة يتحول سلوك الفرد إلى سلوك الجماعة "القطيع" التي ينتمي لها أو له بعيداً عن التخطيط والعقل، مصطلح ثقافة القطيع استمد تسميته من "سلوك" الحيوانات في قطعان وأسراب وجماعات..
المشهد في العراق يثير الضحك والإشمأزاز ففي هذا البلد اصبحت الثقافة العامة "القطيع" ثقافة لهاث خلف المناصب وكأن العراقي لا يجد ذاته إلا في المنصب أي منصب بما يناسب قدراته أو قابلياته أو بما لا يناسبها، وسأضرب بعض الأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقة.
متى ستعود إلى العراق؟
الإخوان جاي يدورولي منصب وبس يحصلوه ارجع إن شاء الله حتى نأدي تكليفنا!
المناصب صارت بس لفلان وفلان الجاي من الخارج واحنة شلون نبقى بلا مناصب عود ليش؟
فلان طلعوه من منصبه لازم نشوفله منصب بغير مكان خطية خو ما يبقى هيج!
هذا أقاربي نسيبي، اخو المرة، ابن چبيرنا، من معارفي،...الخ، ولازم نشوفلة منصب منا منا!
اي قبل لا تطلعوه غير تشوفولة منصب منا منا!
شنو شحصلت؟ خلوك بمنصب لو هيج بس وظيفة عادية وراتب ومشي حالك؟
اريد أرشح لمجلس المحافظة لو لمجلس النواب بلكي احصل درجة خاصة لو منصب وما اظل گاعد بطال!
طبعاً هذه الأمثلة ليس حالات هنا أو هناك وإنما هي ظاهرة عراقية مستشرية تشمل مَن هم في السلطة و مَن هم في المعارضة أحزاب ومتظاهرين ومتفرجين، تشمل الجميع ولسان حالهم يردد كلمات مكررة "عود ليش ما أصير؟" و "الصاروا بيش أحسن مني؟“ و "أنا أكدر اصحح وأصلح العراق مو غيري" وأمثال هذه الكلمات البعيدة عن أخلاق "السعيد مَن أكتفى بغيره" وذلك لأن لا أحد في هذا البلذ مكتفي! لا الباگ ولا العايش بسلام ولا اليّ يريد عيشة هنيئة، لا أحد مكتفي في هذا البلد السيح، والمشكلة كل المشكلة أن الكل بلا استثناء يرى نفسه حلاً وهو "ابو العريف" وإن العراق لا ينصلح حاله بدونه وإن الإسلام قد يتعرض لإنتكاسة بغيره، والمنصب "المنصب مو هو الغاية" الأخ يؤدي تكليفه وهو لا يُحسن أداء وضوئه ابو "الكذا"!
ــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)