محمود الهاشمي
القائمة (الاخيرة) التي تقدم بها (المكلف) مصطفى الكاظمي الى (الكتل الشيعية) عبرت عن مدى (خطل) العملية السياسية في بلدنا ، حيث وانت تطالعها ، لا تحتاج كثيراً سوى ان تلقيها جانباً ثم تضع كفك على جبهتك وترحل بعيدا في عالم من اليأس والاحباط!
القائمة اشبه بالمعلم الذي يحث احد طلابه للنجاح ، فيعيد له الامتحان لمرات عله يوفق بالإجابة ، وقد نسي (المعلم) ان العلة في (عقل الطالب) وليس بتعدد المحاولات..
لقد ساد (جلسة الاجتماع) في منزل العامري اول امس (الصمت) وهم يمسكون بالقائمة ويطالعون الاسماء ، لكن كبيرهم كسر حاجز الصمت بالتوجه الى الكاظمي بالقول (ما هذه الخربطة من قال لك واوهمك ان الشيعة ضعفاء لتملي عليهم القبول بوزراء بعثية واعرابية و جوكرية؟ وبالمقابل يملي عليك السنة والاكراد ما يريدون وانت تنفذ دون نقاش ؟ اصح فأما ان تطبق معاييرك على الجميع ونحن ندعمك بقوة اوانك لا تتمكن فتنح واعتذر)!
ان المتابع لشخصية السيد الكاظمي عليه ان لا يتعجب من القائمة وما حوت ، فما خِبْرتهُ
وما تأريخه السياسي ؟ الرجل لا يملك ان يتحمل هذا العبء الكبير ، وليس لديه فريق تفاوضي حيث كل زعيم كتلة ملأ استمارة وسلمها له ، دون النظر بمقبوليتها أو عدمها !
الاخوة الاكراد ، ليس من صالحهم تغيير حكومة (عبد المهدي) فقد منحهم كل شيء ودون عناء وتفاوض ، ويكفي ان (فؤاد حسين) وصياً على بيت المال ! والاخوة (السنة) تبايعوا على المناصب مسبقاً ، فليس لهم سوى ترشيح هذه الاسماء التي سوف تسترد لهم اموالهم ! اما بقية اسماء القائمة فقد ضمن فيها حقوق الحكمة وسائرون والنصر ، سواء أملوا عليه او لم يملوا ضماناً لموقفهم معه ، فيما تولت اللجنة (المفاوضة) املاء (فائض الاسماء) وفق رغباتها باعتبار ان كتلة (الفتح والقانون والبقية) ليس لهم حق املاء اي اسم فهم مجرد (مساكين)!
لقد سمع (المكلف) (الشجب) في اول الجلسة وغادر كي يبدل الاسماء بأخرى!
البعض ينتظر بجدية لتغيير (الاسماء) فيما (المعلم) الذي اختبر الطالب لمرات متيقن انه سيفشل لو اعاد له الامتحان لعشرين مرة ، بل ستهبط درجاته اكثر!
ان واحدة من اهم ثوابت نجاح اي مهمة ومشكلة مع الاخرين هو (الوفد المفاوض) ، وهذا الوفد هو سر نجاح (المهمة) سواء في قضية اجتماعية ، دينية ، سياسية ، دبلوماسية ، اقتصادية الخ ... وان يتم الاختيار وفقاً للمهمة وللجهة التي ترغب التفاوض معها ، وهذا يحدث في ابسط الشؤون الاجتماعية على مستوى (الخصومة)..
كيف اختار الكاظمي لشخصية مثل الزرفي ان يترأس وفد التفاوض وما نوع اعضاء الوفد ؟ فهذا الرجل الذي لم ينجح في التفاوض لنفسه كيف له ان يفاوض عن الاخرين ؟ والكاظمي يعلم حجم النفور الكبير من الزرفي قبل ايام!
نحن الان امام سلسلة معقدة من الازمات ، تحتاج الى فريق عمل متكامل على مستوى الحكومة وعلى مستوى السلطات التشريعية والقضائية ، وان يكون (التعاون) السمة العامة للعمل ، وليس الى سلطات تصطرع ، وتتناكف بالإعلام وتتبادل التهم دون جدوى .
امام طبقة السياسيين (فرصة) اخيرة والا فأن البلد ذاهب الى (الفوضى) التي سيكون ضحيتها الشعب كما ان الاحزاب السياسية لن تكون بعيدة عن الحساب ، لأنها وراء الفشل الذي توزع على جميع مناحي الحياة.
وللامانة التاريخية ان الكاظمي ليس خيار المرحلة ولا أي شبيه له’ لانه سيصبح (العوبة) بيد الكتل السياسية , فليس له من غطاء , وسوف نتفاجأ بقرارات (غريبة) أملتها عليه جهات خارجية او داخلية , وعندها سيتعرض الى (ملامة) الشعب والنقد اللاذع ولن يجد له من سبيل سوى (الاستقالة)!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha