المقالات

في رمضان ال سعود يفطرون على (مائدة التطبيع)  


محمود الهاشمي

 

في وقت يحتفل فيه المسلمون باول انتصار لهم على المشركين في (17) من شهر رمضان المبارك في معركة بدر الكبرى ، ويتابعون هذا (الانتصار) عبر المسلسلات والافلام التي اعتادوها  مثل (فيلم الرسالة) و(فجر الاسلام ) يتفاجأ العالم الاسلامي بالدراما الخليجية التي تدعو الى الخذلان والهزيمة والدعوة الى (التطبيع )مع الصهاينة وفي اعمال ينقصها الحياء كثيرا ، خاصة ما جاء في مسلسل (مخرج 7) .

كنت اظن يوما ان مجموعة الكتب التي تحتويها مكتبتي عن تاريخ ال سعود من انهم من (اصل يهودي) بعيدة عن الواقع شيئاً لكنه وما تقادم الايام ، وما قامت به هذه الاسرة من اعمال ضد القضية الفلسطينية ، جعلني اعيد مطالعتها واصدق كل ما جاء فيها .

التطبيع مع اسرائيل ليس وليد اللحظة وقد عملت به مصر في عهد السادات قبل (41) عاما ، واعتقد ان الرئيس المصري يومها رأى ان (الهروب الى الامام) سيجلب الى بلده (الرفاه والبنين) لكنه قُتل على يد شعبه ، وقتل اغلب ان لم اقل جميع الفريق الذي رافقه بالزيارة الى القدس يومها ، وان الشعب المصري ظل محافظاً على قيمه الدينية والقومية والوطنية ، وبقيت السفارة الاسرائيلية في مصر اشبه بالثكنة العسكرية محاطة بالأسوار والجند ، حتى تسلق احد الشباب المصريين اثناء تظاهرات الربيع العربي وانزل العلم الاسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني محله !

ولم نشهد مواطناً مصرياً و لا كاتباً ولا كاتب سيناريو قد تجرأ على كتابة مسلسل او فيلم عن (التطبيع مع اسرائيل) ، بل العكس يومياً نقرأ مقالا او خبراً عن جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني . وما كان في مصر كذلك في الاردن التي قبلت حكومته (التطبيع) لكن بقيت مجرد سفارة في الحدود الرسمية حتى دون علم ، ودون اية حالة تطبيع شعبي وما زالت التظاهرات تخرج في الاردن لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وما زالت الصحف الاردنية تندد بالصهاينة وجرائمهم.

ان (الانكسار) أو (الاحباط) لا يمكن ان يدفع للهزيمة الى الامام ، فأرض الحجاز وشعبها من غير اللائق به ، ان يتقبل هذه الاعمال من الدراما التي انفقوا من أجلها الملايين ، و في هذا الشهر الفضيل ، وما فيه من دعوات للجهاد ونبذ الظلم والعدوان .

هنالك معادلة قد لا يفهمها البعض ، هو ان اسرائيل وجود غير شرعي على ارض فلسطين ، ونحن عندما ندعو الى (زوال) هذا الكيان ، فليس من باب العداء للشعوب ، انما هذه عصابة وردت الى ارض غير ارضها واغتصبتها ، فكل ماهو كائن على هذه الارض باطل .. واذا ما يحاول المسلسل السعودي ان يعتبر ان (اسرائيل واقع حال) و (على العرب تقبل ذلك) فقد قال هذه الجملة (محمد انور السادات) من قبل ونال جزاءه عليها.

اسرائيل في كل احوالها ، حالة (طارئة) وان الظروف التي أوجدتها ستاتي اخرى وتزيلها ، ثم ان علينا جميعاً ان لا نتنازل عن (القضية الفلسطينية) لأنها قضية شعب وهو اولى بالدفاع عن نفسه ومصيره ،ولا يحق لأي كان ان يفترض امرا ويقضي به جزافا مثلما يقول المسلسل السعودي (واحنه ايش حصلنا من القضية الفلسطينية؟) فمن يريد ان يجري (التطبيع) مع الصهاينة فليذهب هو بنفسه دون ان يتدخل بقضية هي ليست من شأنه ... والشيء الاخر ، ان من يتامر على القضية الفلسطينية فسيدخل في خانة (الاعداء) ولا يلومن من يتخذ به اجراء ، لأنه خائن لقضية امة !

وهنا لابد من ايضاح وهو عدم الخلط بين اليهود كديانة وبين اسرائيل ككيان غاصب .. فالعديد من المنظمات اليهودية تندد بإسرائيل وبجرائم حكامها وتعتبر ان الصهاينة مغتصبون لأرض فلسطين ، وان (ارض الميعاد) وهم اخترعه البعض وصدقوه ، وفوق هذا وذا فان اليهود انفسهم يؤكدون انهم وراء كراهية الاديان والشعوب الاخرى لهم ، بسبب سلوكهم و جشعهم في كسب الاموال وامتهان الناس ، لذا فان جميع الممالك والامبراطوريات قديماً وحديثاً تعاملت معهم بقسوة وطردتهم من ارضها لانهم يرون في (حقيبة المال) وطناً لهم ولا يحترمون ويدافعون عن الارض التي يعيشون عليها !

اتحدى (الان) الممثل الذي اخذ دور (الداعي) الى التطبيع في مسلسل (مخرج 7) ان يدخل اي سوق في دولة عربية ان لم اقل اسلامية ، وسيرى حجم الاهانة التي سيتلقاها.

لا يحق لحكومة محمد بن سلمان ، ان تفرض على شعب المملكة (التطبيع) وهي من تتحمل مسؤولية ذلك ، ولو كانت هنالك فسحة من الديمقراطية لخرج الالاف ينددون بهذا العمل المشين ، فارض الحجاز ارض التأريخ العريق للامة وموطن الرسالة ، وفي كل متر من هذه الارض حدث مهم وواقعة مدعاة للفخر ، ويكفي عزة وشرفاً لها ان الله سبحانه وتعالى قد شيد بيته عليها ، ودفن فيها خير عباد الله اجمعين الرسول محمد (ص) وآل بيته واصحابه والتابعين صلوات الله عليهم اجمعين.

لا شك ان الغليان سرى في نفوس جميع المسلمين وهم يرون آل سعود يبذرون بأموال المسلمين لخدمة الظلم والظالمين ، وسيبقى شهر رمضان الكريم شهر الطاعة والغفران والسمو والرفعة وعنواناً للجهاد والاحداث المهمة ، وان ذلك سيجعل من المسلمين في انحاء الارض اكثر حماساً لإحياء (يوم القدس) في آخر جمعة من شهر رمضان هذا العام .

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك