🖋 قاسم العبودي
في تسارع كبير للحاق بعجلة الزمن التي لاترحم ، ظهرت التسريبات الأولية لحكومة السيد مصطفى الكاظمي ( المحاصصاتية ) الى العلن ، وكانت شبه متوقعة في ظل هذه المعطيات ( المرعبة ) التي تطال الشعب العراقي .
لقد فرض الكورد أسماء وزرائهم بقوة على المكلف وقد أمتثل . وفرض السنة أسماء وزرائهم بقوة أخرى ، وقد أمتثل أيضاً . المهمشين الجدد لم ينالو البر من التمثيل الوزاري حتى بعد أن أنفقو أحب مالديهم ! .
أعطى السيد المكلف ( للكتلة الأكبر ) ثلاث وزارات ، أثنان للحكمة وأخرى للنصر ، فهل هذا مرضي لمن جاء به للتكليف ؟؟
الكل يعلم بأن السيدين حيدر العبادي ، و عمار الحكيم ، قد مارسا ضغوطاً كبيرة لأنتزاع هذه الوزارات ( السيادية ) ، التي لا تلبي رغبة الكتلة الشيعية التي جاءت بالمكلف للتكليف . كما أن الجميع قد علمو أصحاب قرار ( المعارضة البرلمانية ) التي لوحوا بها قبل فترة وجيزة ، والتي يبدو أنها تبخرت هذه المعارضة مع حصول حيدر العبادي وعمار الحكيم لمبتغاهم في تلك الوزارات .
نحن نعلم جيدا أن الحكمة والنصر خارج البيت الشبعي نفساً ونفسا . وما حصلو عليه لايمثل الكتله الشيعية مجتمعة ، لذا أعتقد رهان السيد الكاظمي جاء بناءا حسب مقتضيات ( الترضية ) التي تمت للكتلتين الكوردية والسنية من جهة ، وجبهة حيدر العبادي وعمار الحكيم من جهة أخرى ، لتمرير حكومته تحت قبة البرلمان .
أما متبقى البيت الشيعي المتهم الأول والأخير بسوء التصرف بأدارة الحكومة العراقية ، يبدو حظوظهم آخذه بالتصفير ، وأعتقد أن ( مرت ) حكومة السيد الكاظمي ، ستؤدي بهم الى الركن الهاديء في البرلمان المسمى مجازاً ( المعارضة ) .
جميع معطيات تشكيل هذه الحكومة أن عبرت بهذه الأسماء التي سربت ، ستكون حكومة محاصصة ، وحكومة غير مذعنة لذائقة المرجعية والشارع المنتفض كون الأخيرة أصطفت مع الجماهير للمطالبة بالأصلاح . وهذا لايعتبر أصلاح حكومي بأي شكل من الأشكال .
أعتقد ستكون هناك فورة شعبية أخرى في حال مضت حكومة السيد الكاظمي تحت قبة البرلمان لأنها لم تراعي بالمجمل متطلبات الأحداث التي مرت ولازالت جاثمة على قلوب الشعب العراقي . فضلاً عن ذلك ستكون حكومة ضعيفة كسابقاتها من الحكومات التي لم تقدم للشعب شيئاً يستحق الذكر .
اليوم خرج البرنامج الحكومي للسيد الكاظمي ، وقد خلا تماما من فكرة الأنتخابات المبكرة التي من أجلها خرج المتظاهر العراقي .
لقد ربط السيد الكاظمي موضوع الأنتخابات بموضوع قانون الأحزاب الذي لم تصوت عليه الكتل السياسية منذ سقوط النظام البائد الى يومنا هذا مما يعطي دليلاً واضحا على أن الرجل سيذهب بما تبقى من عمر هذه الحكومة ، بلا أنتخابات مبكرة .
على القوى الشيعية أن تعيد توحدها وتماسكها لا لمصلحة ضيقة ، بل للحفاظ على ما تبقى من هذا البلد الذي أكلته الأحزاب نهارا جهارا ، وحتى لاتكون المهمة كاملة ، لأنها لو أكتملت ستذهب بما تبقى من هذا البلد الى ما لا يحمد عقباه .
https://telegram.me/buratha