جهاد النقاش
بينما ينشغل المثقفون بقراءة الكتب، تعمل وسائل الترفيه على تمرير رسائل إلى بقية شرائح المجتمع، رسائل تصاغ بشكل درامي أو كوميدي، رسائل تخترق العائلة وتغير مفاهيمها بانسياب ناعم.
مسلسلات التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، دفعت إيدي كوهين إلى التغريد مطالبا بما يسمى حقوق اليهود في الكويت، والكويت أول الخيط في هذه السلسلة، ولم لا، والعوائل تمرر عليها الثقافة عن طريق القنوات!
السطو على ثورة العشرين الذي شاهدناه في فلم المسألة الكبرى، زمن المقبور لعنه الله، عاد اليوم بشكل مقلوب، فبدل أن تقوم قنوات كالشرقية وغيرها بمدح أهل الجنوب الذين هبوا لتحرير الأرض وصون العرض، تحاول تصويرهم بأنهم أناس سذج محط للسخرية والضحك، يظهرون كنماذج سيئة زائفة للتدين.
القيمون على هذه القنوات واقعون في أزمة، وقد كان طريقهم للخروج منها تسخيف الآخرين، فهم حين أدركوا افتقارهم إلى تصدير رمز وطني شريف، سواء أكان متدينا أم لا، يسعون إلى ضرب الرموز في الطوائف والمكونات الأخرى.
لا أقول أن أهل الجنوب معصومون، لكن أليس غريبا أنك لا ترى في هذه القنوات عرضا للنماذج الصالحة منهم!
والأغرب أن كل النماذج السيئة التي تصدرها هذه القنوات تختص بأهل هذه البقعة، ومن هذه الطائفة!
وكما قال الشاعر:
إن يسمعوا ُسبةً طاروا بها فرحا
مني وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا
المفارقة أنك يمكن أن تتفهم موقف النائبة فيان دخيل برفعها دعوى قضائية على قناة الخنجر، لأنها أساءت للآيزيديين، على صغر هذا المكون قياسا بالمكونات الأخرى، لكن العجب أنك ترى أصحاب المكون الأكبر خُرسًا طُرشًا عُميًا عن الإساءات المتكررة لمكونهم!
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)