المقالات

المبادرة الإقليمية لعراق  ما بعد 2020  


مازن صاحب

 

ربما فرح أو حزن البعض وهم يراقبون ردود أفعال جمهور الناخبين في مواقع التواصل الاجتماعي وكروبات المحادثة في نقاشات تفاعلية تقدم مختلف القراءات عن البرنامج الحكومي للسيد رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي .. نعم طغت لغة الانشاء والتحسس اللفظي لجبر خواطر الكتل البرلمانية فيما تبقى كابينة الكاظمي هي الابرز والاهم في ترجمة لغة الانشاء إلى سياسات عامة حاكمة لاجراءات الدولة . ولان عراق اليوم يتطلب أن ياخذ بزمام المبادرة الاقليمية لتاسيس نموذجا متجددا للشراكة في حلول الامن الجماعي .. يفترض أن يظهر ضمن تطبيقات المستقبل المنظور حظوظا واعدة في مثل هذه المبادرة العراقية المنشودة.. لان من دون تهدئة اوار التنازع الاقليمي لا يمكن لأي برنامج حكومي العمل على تجاوز عنق زجاجة الانغلاق السياسي الحالية واكرر القول تبقى كلمات البرنامج الحكومي للسيد الكاظمي مجرد إنشاء غير فصيح !!

السؤال كيف يمكن أن يؤسس العراق لمثل هذه المبادرة ؟؟  يبدو من الإجابة على هذا السؤال تتطلب الاستعارة من برامج الحوكمة وبناء القدرات التدريبية.. ولعل ابرزها تحليلSWAT   لاظهار الفرص والتحديات وطريقة التفكير الإيجابي  بالقبعات الست … في ضوء ذلك يمكن القول :

اولا : على حكومة الكاظمي المسارعة الى استطلاع اراء دول الجوار لعقد مؤتمرا اقليميا برعاية الامم المتحدة لمناقشة تهديدات عصابات داعش الارهابية على الامن الجماعي في الشرق الأوسط .. وارتباط ذلك بسياسات عواصم اقليمية ودولية  تتصارع بالوكالة في الشرق الأوسط … والعمل على تشكيل لجان تشاور ثنائية أو ثلاثية أو  رباعية حسب تطور التفكير الإيجابي في هذه المباحثات .

ثانيا : يفترض بحكومة السيد الكاظمي أن تطرح ما يعرف في مثل هذه المفاوضات ب( الورقة البيضاء) التي تحمل افكارا مطلوبة للنقاش في إنتاج الحلول بعد تشخيص عوامل الضعف والقوة وفرضيات التسويات واليات التعامل مع انمذجة تفسيرات الموافقة والاعتراض من هذه الدولة أو تلك .ثالثا : كلما تسارعت خطوات هذا التفاوض المسؤول لما يمكن أن اصفه ب( يالطا) شرق اوسطية .. كلما تحسنت فرضيات انتقال البرنامج الحكومي للسيد الكاظمي من مجرد إنشاء غير فصيح إلى تطبيقات حاكمة في السياسات العامة للدولة وهناك اكثر من سبب يدعونا لتاكيد ذلك ابرزها ارتباط الاغلبية الغالبة من احزاب مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت بالاجندات الاقليمية والدولية .. وفك طلاسم هذا الإرتباط وان سيكون في حده الادنى ولا اتوقع نهائيا الا أن ذلك يخرج العملية السياسية برمتها من عنق زجاجة الانغلاق السياسي الحالية والتي ربما تستمر في الابقاء على برنامج حكومة الكاظمي مجرد حبرا على ورق لا يستحق قيمة الورق الذي كتب عليه!!

رابعا : يمكن طرح مثل هذه المبادرة العراقية المنشودة كنموذج لاعادة النظر في اتفاق الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية الذي من المفترض أن يجري الحوار فيه شهر حزيران المقبل .. وهذا سيؤكد وجود كيان دولة تحاول اثبات وجودها على الخارطة الاقليمية والدولية وليس مجرد دولة ( اشباح) كما وصفها كبير باحثي مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن الدكتور انتوني كروزدمان .. او كما يكرر وصفها مايكل نايتس احد ابرز المهتمين بالشؤون العراقية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى … عندها يتطلب من حكومة الكاظمي أن تباشر استرداد قيمة المنفعة عند الطرف الأمريكي المفاوض .. عن الدور العراقي الاقليمي المتمكن من  خلق التفكير الإيجابي في وسائل الحلول الفضلى لمواجهة تحديات الأسوأ في ازمات الشرق الأوسط .

خامسا : يمكن التفكير بظهور افاق ايجابية بعد جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط في إعادة صياغة العلاقات الاستراتيجية الدولية والاقليمية باطفاء حرائق الأزمات… وربما لا يفترض أن يظهر العراق في هذا المجال كرجل اطفاء أكثر من الظهور بمظهر المكان الانسب لجلوس المفاوضين باطفاء حرائق الشرق الأوسط . ويبقى السؤال الأكثر إنتاجا للحلول… هل هناك مثل هذا النموذج من المبادرة الاستراتيجية عند حكومة الكاظمي ام لا ؟؟

ولله في خلقه شؤون!

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك