محمود الهاشمي
ليس من السهل ان تنتج أمةً (ثائرا) لان في وجوده معنىً كبيرا ،لايقع في بعده العسكري ومقارعة الظلم او الاحتلال الاجنبي انما في بعده القيمي ،لان الثورات والتحولات تقودها
عناصر خضعت لترسيخ وتعامل فكري واخلاقي
حيث ليس من السهل ان يستجيب الانسان لدعوة الارض والدفاع عنها ،لان في ذلك مشروع للتضحية بالنفس والايثار ،مقابل استرداد الكرامة والحفاظ على السيادة .
بهذه المقدمة نكون قد اقتربنا من ساحة الثوار في العالم ،هؤلاء الذين مازالت اسماؤهم وعناوينهم تزين الكتب وتماثيلهم تتوسط الساحات العامة ،وصورهم على ملابس الكبار والصغار .
الحشد ألشعب واحد من هذه المعاني القيمية الرفيعة التي افرزتها وقائع الاحداث فعبرت عن معاني الوطنية وقيم الدين ،ونخوة الارض والانسان .
ليس من السهل ان تسجيب تلك الجموع الغفيرة لنداء الوطن والمرجعية في الدفاع عن الوطن وتحرير ثلث اراضيه من الطغمة الباغية من الدواعش ،لولا انها قد تغذت على القيم الرفيعة وعرفت معاني الوطنية وسمو الشهادة .
الذين انخرطوا في الجهاد ضد الارهاب من ابناء الحشد الشعبي ،هم من سكنة الاحياء الفقيرة ،خرجوا افواجا ليستجيبوا لنداء الله ،فعلت رؤوسهم رايات زينتها اسماء الله الحسنى واسماء الانبياء والائمة المعصومين
وايات الكتاب الحكيم ، وذكرى معارك المسلمين وانتصاراتهم فاستحضروا التاريخ
وصلوا وصاموا على السواتر ،ومروا من تحت كتاب الله يعمدونهم بالايات البينات والتلاوات الكريمة فكان نصرا مابعده نصر ، بعد ان برز العراق كله على الارهاب كله.
وبالقدر الذي اسعدت الانتصارات اهل الوطن والكرامة ازعجت اعداء الامة الذين راهنوا على الانكسار والهزيمة ،فكادوا كيدهم بالاعتداء عليهم وعلى مقارهم حتى اثناء سير المعارك
وماتلا ذلك من اعتداءات وتجاوزات يصعب احصاؤها يقابل ذلك ،ان الحفاط على الحشد الشعبي يعني الحفاظ على وجود الامة وديمومتها ،فبهذه العناوين نصمد امام التحديات وبهم نقوى على صناعة الوطن ومثلما راهنا على الانتصار على الارهاب ،لابد ان نكمل المسيرة في الاجهاز على بقاياه ،وهؤلاء ليسوا فقط من يقاتلوننا في يوم المعارك ،انما الذين يخونون الوطن من الفاسقين اللصوص ،ومن السياسيين المراهنين على المشروع الاميركي ومن الذين شوهوا سوح التظاهر وحرفوها عن المطالب المشروعة حتى بات (المتظاهر) مقرونا وللاسف بصفات وعناوين مقيتة !!
ان السكوت عن الاعتداءات هي التي شجعت
الارهاب في العودة ،وان فشل العملية السياسية وهذه القوائم الملأى ب(الفاسدين)
المرشحة لاستلام الوزارات هي من وفرت فرصة للعناصر الارهابية ان تقوم باعتداءات امس على الحشد !!
فيا ايها السياسيون ان استشهاد مقاتل واحد من ابناء الحشد يترك في قلوبنا وجعًا مابعده وجع،وحسرة وحرقة ،لان في هذه الشهادة ذكرى اليمة لنا لواقعة الطف وما رافقها من تضحيات وفواجع .
لن نقبل عذر احد ،وسوف نرفع اصواتنا ونحول اقلامنا الى سيوف بوجه كل من يخذل هذه النطف الطاهرة الذين ،خرجوا من تحت الصرائف والخرائب والعشوائيات لينصروا الله والوطن ،فان خذلناهم لن تقام لنا قائمة .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha