المقالات

بغداد تحت سطوة الخوشية ؟!  


محمد حسن الساعدي

 

ظهر هذا المصطلح منذ خمسينيات القرن الماضي حيث يعمد هؤلاء على فرض قوتهم وعضلاتهم على الناس ، والسيطرة على مناطق واسعة من بغداد بقوة السلاح والتهديد، وفرض الإتاوات على العامة ، كما ان لها تسمية أخرى وهي "الشقاوات" ، وذلك من اجل كسب المال بهذه الطريقة والسيطرة على هذه المناطق بالقوة .

ما يجري اليوم في مناطق وسط بغداد ، وتحديداً رئة بغداد الاقتصادية يمثل ضرب لهذا الاقتصاد المهم في البلاد ، حيث تعد منطقة الشورجة من اهم مناطق التجارة الحرة في بغداد، لما تمتلكه من محلات تجارية مهمة تسند الاقتصاد العراقي بالبضائع والسلع المهمة الأمر الذي يعد محاولة من هذه العصابات الاجرامية والمرتبطة بالمال الخارجي لضرب الاقتصاد العراقي، مستهدفة عصب الدولة الحيوي وهي بذلك تستخدم آخر أوراقها الا وهو ضرب الاقتصاد والذي تعتمد عليه البلاد في دخلها السنوي، وتجارته الحرة مع العالم ، ما يعني ضرب طوق اقتصادي على هذه المنطقة التجارية، وأبعاد السوق العراقي عن السوق العالمي ، ويبقى رهين هذه العصابات والمافيات التي استغلت التظاهرات في محاولة تدمير مؤسسات الدولة الاقتصادية والموانئ والمنشآت النفطية واملاك المواطنين .

العراق بدأ يعيش وضعاً أقتصادياً متعباً ، خصوصاً بعد انخفاض أسعار النفط ، مما تسبب بانخفاض أنتاجه من النفط بعد قرار منظمة الاوبك ، حيث يعد النفط المصدر الوحيد للدولة ،والى ما رافقها من فشل متكرر في تشكيل الحكومة بعد استقالة عادل عبد المهدي في نوفمبر الماضي ، وتفشي وباء كورونا، أذ عدّ خبراء الاقتصاد ان العراق يمر بوضع اقتصادي صعب جداً ، حيث سببت هذه الازمات المتكررة شللاً تاماً في الحياة الاقتصادية ، إذ لا توجد صناعة ولا سياحة ولا وسائل نقل ، وتأثر الزراعة تأثرا كبيرا ما زاد الامر تعقيداً ، حيث يعد العراق من الدول الاستهلاكية، بسبب عدم امتلاكه للموارد الصناعية التي تؤهله ان يكون بلداً صناعياً، لذلك ومع استمرار وجود التهديدات الارهابية من عصابات داعش في مناطق متعدد من البلاد ، فما وجود كل هذه التهديدات فان الحكومة القادمة امامها مهام كبيرة وصعبة في معالجو هذه الملفات الكبيرة والمهمة .

الأزمة السياسية والتي بدأت منذ استقالة عبد المهدي لم تعد تُحتمل المزيد من العثرات ، فأزمات تشكيل الحكومة لاسيما وأنه التكليف الثالث بعد إستقاله الأخير وحكومته نزولاً عن رغبه الشارع الناقم والمرجعية الممتعضة وسط تردي الأوضاع الأمنية و الاقتصادية والخدمية والصحية .

لكن في حال أخفاق المُكلف گمن سبقه في تشكيل كابينته الوزارية وعدم قُدرته على إقناع الكُتل في تمريرها في البرلمان ، فأن ذلك ستقود إلى انهيار العملية السياسية برمتها ، الى جانب تداعيات كورونا على الاقتصاد العالمي فأن وضع البلد المالي بات سيء جداً فانهيار أسعار النفط بسبب تفشي وباء كورونا وتعطل الحركة الاقتصادية وعملية التبادل التجاري في جميع أرجاء المعمورة ومنها العراق ، ينذر بظروف قاسية تنتظر العراقيين ، ما يجعلنا امام سيناريوهات متعددة ، ينبغي لحكومة الكاظمي أخذها بنظر الاعتبار ، وإيجاد الحلول السريعة وبما يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك