المقالات

سلامة الإختيار , ضمان صلاح القيادة في تشكيل الحكومة  


حسن المياح

 

 

الله سبحانه وتعالى قد إختار عليآ بن أبي طالب عليه السلام خليفة ووصيآ لرسوله ونبيه الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله , لأن عليآ عليه السلام لم يتأثر بأي راسب جاهلي , ولم يحمل أي مكروب من ركام الجاهلية , ولم تتعرض له أي جرثومة جاهلية , أو أي صفة شبهة فيها طعم أو حس أو لمس أو مذاق جاهلي , لذلك إختاره الله سبحانه العليم الخبير إصطفاءآ لما له من مميزات الإسلام وهدى القرآن , وأنه تربية إبن عمه الرسول العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله , فكان كل وجود وقوام وخلق وتصرفات علي عليه السلام هو وجود هاديه وقوام معلمه وخلق راشده وتصرفات مزكيه نبي الله محمد صلى الله عليه وآله .

فلا شائبة من جاهلية فيه أو تشوبه , ولا منقصة من ركامها تلازمه ~ كما لازمت الآخرين الذين عاصروه ~ أو تلزمه لينحرف عن خط إستقامة عقيدة التوحيد , أو يحيد عن طريق الحق , فكان الحق ذاته يدور مع علي عليه السلام حيثما وأينما وزمانآ ما دار وإتجه , فهو بوصلة الحق والعدل , ومنار الإعتدال والإستقامة , به تعرف شرعية الوليد المولود , وعلى خلقه تقاس درجة نبل الأخلاق . وهو ميزان الشجاعة , حيث كان يفخر الأسد والسبع , إذا قورنت شجاعته بشجاعة علي عليه السلام .

وهو المؤمن الطائع العابد الجليل الذي ما فارق الترتيل شفاهه , ولا عجز عن التسبيح قلبه , وما هدأ لسانه عن الأذكاء وقراءة القرآن والدعاء , حيث كان الآهة الحيرى في المحراب , الخاشع الخائف الراعد المرتجف في الصلاة بين يدي ربه , الباكي المتأوه الولهان الجذلان المسرور في المناجاة , ولا إنشغل عقله عن تطبيق موازين القرآن بمفاهيمه وتشريعاته وأحكامه في إنتهاج منهج العدل في التوزيع والعطاء .

فكان علي عليه السلام القرآن كمالآ وتمامآ , وكيف لا وهو وآل بيته عدل القرآن اللذان لا يفترقان ولا يتفارقان , كما ورد في حديث الثقلين .

والآن تتبجح الأحزاب كافة , والتنظيمات والحركات والكتل جملة وتفصيلآ , بأنهم مهتمون ~ وطبعآ هم كاذبون غشاشون خادعون , لأنهم يجرون النار لقرص وجوداتهم ومنافعهم ~ بتشكيل حكومة خادمة للشعب العراقي , وهم يعلمون أن الأعضاء المرشحين غالبيتهم لم يسلموا من مدلهمات الجاهلية , ولا من الإنتساب والإنتماء لحزب البعث العفلقي , ولا من العمالة للأسياد البشرية , ولا من الجوكرية المجرمة المستحمرة .

وهم يدركون أن التشكيل فيه الفساد الفاسدين , وأن الجدلية هي الحاكمة , وأن الجدليين هم الذين سيحكمون .

فهم يعيبون ويستخدمون , وينبذون ويستعملون ويرفضون ويؤكدون وجود من رفضوهم ونبذوهم والذين عابوهم لأنهم قد ضمنوا ( الأحزاب ) ما يريدون وما عليه يتنافسون ويتصارعون ويتقاتلون .

 فكيف ستكون ثمرة التشكيل ~ الفاسد المجرم اللاغي ~ الناتجة عن تحقيق المحاصصة والمنافع ???

وهل هذا الإختيار يشابه ما أختاره الله سبحانه من شخص مستقيم , وصفات محمودة , وخصائص صالحة , ومن هو مهذب ومرتب وهاد ومرشد لجدله الإنساني في التكوين والبناء والتقويم , لتكون الحكومة صالحة نافعة عادلة رحيمة ???

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك