المقالات

* ألمانيا و حزب اللّه *  


أشواق مهدي دومان ـ كاتبة من اليمن

 

         كحكاية عاهرة  تلمز شرف المحصنة ، هكذا تسقط ، و لم تكن حالتها غير السّقوط حين تخبر بأنّ ( حزب اللّه ) حزب  إرهابيّ،

ألمانيا  ( أعزّكم اللّه ) بكلّ أوصافها و ألقابها ، بتقدّمها العمراني .. الطّبي .. العلمي .. التّكنولوجي ..بجمال طبيعتها ..بــ...بـ... الخ  سقطت أخلاقيّا و إنسانيّا حين تعامت عن مجازر العدوان على اليمن ، و تركت بوذا يحرق المسلمين في بورما ، و غضّت طرفها عن فصل أمريكا جنوب السّودان عن شمالها ، و صمتت عن تدمير أمريكا لأفغانستان ، و دسّت رأسها في التّراب عن احتلال أمريكا  للعراق ، و عن تقسيمها ليبيا ، و شجّعت تجنيس السّيسي و منحه الصّهاينة الجنسيّة المصريّة ، و عميت عن حصار أمريكا لإيران أربعين عاما أو يزيدون ، و بكمت عن محاولة أمريكا احتلال الصّومال ، و عن مصادرة القضيّة الفلسطينيّة و صفقة ترامب ، و ممارسة الإرهاب على الفلسطينيين من قبل تلك المجالس العالمية و المحافل الدّولية و حتى الجامعة العربيّة  ،،

 سبعون عاما هو عمر احتلال الكيان الصّهيوني لمقدّساتنا ، و ألمانيا صامتة لا تنبس ببنت شفه لتأتي اليوم و تعلن أنّ حزب اللّه إرهابي ؛  فتصبح بذلك من أمهات الكبائر كمثيلاتها أو قدواتها بريطانيا ،  أمريكا ، إسرائيل ، بل هي خادمة للشّيطان الأكبر  و قياداته الاستكبارية ،

حيث تحاول تلك الدّول و ذلك المحور المؤيّد لإسرائيل  ضرب محور  المقاومة في العمق ، و ما أعرق تاريخ ( حزب اللّه ) الرّشيد ، الذي جعل المستكبرين  شراذم و شظايا يلقّطون أوهامهم و انكساراتهم العسكريّة الميدانيّة فيناورون و يوكلون لألمانيا أن تتفوّه على  ( حزب اللّه ) الذي لو كان إرهابيا فلم يرهب غير أعداء اللّه و أعداء الانسانيّة ، و بأمر من اللّه القائل : " و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة و من رباط الخيل ترهبون به عدوّ اللّه و عدوّكم " ، و بهذا فهو لم يرهب قطّ إنسانا سويّا واحدا ، لكن الكيانات الاستكباريّة من تشعر بالرّهبة منه لأنّه ما خنع لعنصريتها و نازيتها ، و لأنّها تخدم إسرائيل فقد أوجعها ( حزب اللّه ) حين أوجع إسرائيل  الذي فعلا قذف به اللّه في نفوس المستكبرين رعبا ، و إن تجنّد لخدمة إسرائيل البشر و الحجر فهيبة ( حزب اللّه ) تجاوزتهم جميعا فــ ( حزب اللّه )  عملاق نهض من بين تراب  الأرض اللبنانيّة التي اجتمع فيها الفرقاء حتّى من عملاء إسرائيل لكنّهم تقهقروا ، و سحب ( حزب اللّه ) البساط من تحت أقدامهم ، فضعفت ذراع الصّهيونيّة العالميّة  .. انتصر ( حزب اللّه ) بل و تتالت انتصاراته ، و أصبح ذراعا قويّا يحتضن لبنان و يحفظها ، و يسند سوريا و يحصّنها ، و  يصون عهده مع إيران الحريّة ، و عينه على القدس ، و فؤاده في اليمن ، و روحه تئن على ليبيا ، و مشاعره مع كلّ الإسلام لا تلهيه همومه من احتواء الرؤية و اكتمالها لينشئ ثقافة المقاومة الحقيقيّة ضدّ الكيانات الغاصبة بوجوهها السّافرة ، و وجوهها المقنعة المتمثّلة بالحركات التّكفيريّة ، بينما يتطبّع معظم العالم العربي مع الكيان الإسرائيلي و يتنافس حكّام العرب في محور التّطبيع و الخنوع على خطبة رضا نتنياهو بإشراف ترامب، فيبلغ ملوك العهر الخليجيون و السعاودة  مداهم في الخنوع و بحدّ لا يصدّق يتم توظيف حتّى الفن و ينحني الممثّل الخليجي كـ(حياة الفهد ) الشّمطاء ، و بقيّة شلّتها حين بدت متطبّعة مع إسرائيل مرتوية بثقافة الخنوع التي لا تعني إلّا معاداة الأخ و الشقيق الفلسطيني ، و تصويره ،  و تقديمه كجلف إرهابي يحتقر اليهودي مايضطر الأخير ، و يبرّر له أن يختار ردّة الفعل  العدوانيّة التي اضطره لها الفلسطيني  الذي كان صاحب الحقّ و الأرض ، و بأسلوب درامي قد ينال من ضعاف النّفوس تصوّر الدّراما الخليجيّة ذلك الإسرائيلي الصّهيوني العنصري الحاقد بالمسالم النّاعم الرّقيق الحبيب القريب للتّعامل و التّطبّع معه ، وهو الذي لم يحرق المسجد الاقصى ، و لم يحتل فلسطين منذ سبعين عاما ، و لم يشرد الفلسطينيين ، و لم يغتصب ، و لم يعذّب ، و لم يهجّر !!!!!!!!

دور هائل تؤديه تلك الحلقات و المسلسلات  لتقنع العالم بالتّطبّع مع إسرائيل، و تتزامن مجهوداتهم الذّليلة الخانعة مع تحرّكاتهم السّياسية لإنشاء بيئة اجتماعية مجتمعية خانعة تتعاطف مع العدوّ الإسرائيلي و تنال ، و تعادي الفلسطيني لتغريبه و تغريب الأمّة الإسلاميّة العربيّة عن قضيّتها الأمّ ( فلسطين ) ، و لهذا يدرجون ( حزب اللّه ) و كلّ مقاوم للمحتل القاتل المجرم الصّهيو أمريكي تحت مفهوم : الإرهاب ، مع أنّ  الإرهابي ليس المدافع عن الطّفل و الشّيخ و المرأة ، و لكنّه من اعتقل الصّغير و الكبير ،  و هدم البيوت ، و سفك الدّماء العربيّة  المسلمة ، و أحرق شجر الزّيتون ،  و زرع الزّقوم ، و ذبح حمائم الأقصى الغريب ،

نعم : ففعل إسرائيل كبير ،  و هنا تجري عملية تغريب للحقّ بكلّ المقاييس عندما تعلن العاهرة ألمانيا أنّ ( حزب اللّه ) إرهابي ، و لكن ما علمت أنّ كلام العاهرات لايجدي و لا يحدث حتّى خدشا واحدا في هذا الشّرف  و الكرامة و العزّة و البطولة التي اسمها ( حزب اللّه )  قاهر جيش الاحتلال الإسرائيلي ، و هازم الدّواعش بقائده العَلَم ابن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) سماحة السيّد / حسن نصر اللّه ،،

نعم : نصر اللّه الذي أرعب إسرائيل فوصل رعبها إلى خدّامها  أهل الخليج الذين أرادوا تعويض هزائمهم في الشّام بعدوانهم على اليمن فهُزِموا هزيمة نكراء على يد السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ( قائد أنصار اللّه ) ، و بدت عمالتهم لأمريكا و إسرائيل ، و تعرّوا إلّا ممّا بقي من سروال مؤسسهم الوهّابيّ الذي يتبرّكون به مع نجمة إسرائيل السّداسية ، و التي لم نعرف أنّهم رمزوا لها  بمجلس تعاونهم  الخليجي السّداسي  المكوّن من ستة  معسكرات أمريكية ، و المنصوبة  كقواعد استخباراتية زرعتها بريطانيا لقمع الأحرار في المنطقة ،  و لكن هيهات ،،

فيا رجال اللّه في يمننا و شامنا و عراقنا ..  يا حزب اللّه : لن يضروك إلّا أذى؛  فقد هزموا من قبل و من بعد ؛ و أمّا الأقصى فسيعود مسجدا لا بيعة و لا كنيسة ،  و سيعود معه الحرم المكي حنيفا  مسلما ، و سيفتحه رجال اللّه ، و قد قرب المشهد ، و بلغت القلوب الجناحر ، و موعدهم  الصبح ، أليس الصّبح بقريب ؟ !

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك