كندي الزهيري ||
فقد العراق قراره السيادي منذ تولي صدام حسين زمام الامور في البلاد سنة ١٩٨٠م، ليفتح الباب على مصرعيه التدخلات الخارجية في رسم ملامح ومستقبل العراق حسب مصالح الولايات المتحدة الامريكية. بأمر من امريكا دخل العراق حرب مع إيران لمدة ٨سنوات ، ليخرج العراق منها منهك تماما ، بعد ذلك يعترف الطاغية بأن الحرب مع إيران كانت خدعة، الغاية منها أشغال العراق وتدمير مستقبل ابناءه، فكانت مجرد وقت الإكمال الخطة لذلك .
بعد ٢٠٠٣م ازداد الدخل الاقليمي والدولي في العراق ،على كافة المستويات وفي ادق التفاصيل ،مما جعل العراق أسير لرغبات دوليه واقليمية، من قبل السفارات التي تعده مستوى التمثيل الدبلوماسي ،وبات السفير يصدر اوامر القيادات السياسية؟!.
فأصبح الامر اوضح خاصتا في عام ٢٠١٩_٢٠٢٠م ، كيف يتعامل السفير الأمريكي بشكل خاص مع فرض رأي ورغباته على الحكومة العراقية، إلى درجة يسقط رئيس ويعين رئيس في بلد يدعي قادته بأنهم أصحاب قرار!.
منذ تشكيل الحكومات الديمقراطية، وتقسيم الرئاسات الثلاث على اساس المكونات الرئيسية "رئاسة الجمهورية كردي، رئاسة مجلس الوزراء شيعي!، رئاسة مجلس النواب سني "، فلم يتدخل الدول الإقليمية والدولية الا في رئاسة مجلس الوزراء التي تكون من حصته المكون الشيعي ، فلا يتم اختيار لذلك المنصب الا بتوافق ارادات دولية و اقليمية واتفاق مسبق على المرشح الشغل منصب رئاسة الوزراء.
بعد اسقاط حكومة عادل عبد المهدي ،بفعل السفارة الأمريكية، دخل القوى السياسية في دوامة من التخبط في اختيار رئيس مجلس الوزراء لعدة اشهر، دعتكم المرجعية العليا ،النخب الثقافية الوسط السياسي والشارع العراقي بضرورة اسراع بحسم ذلك الملف ، فلم يسمع القوى السياسية تلك التحذيرات المتكررة، لكن بعد الرسالة الموجه من قبل السفير الأمريكي، انتفض رؤساء الكتل وخلال ٤٨ ساعة تم اختيار والتصويت على كابينة الكاظمي؟؟؟؟.
ان كانت تلك الرسالة غير صحيحة ، فإن صاحبها فشل في التحدي ما كان يصبوا له.
لكن ان كانت صحيحة فهذا يدل على مصيبة عظمى ،لكون تهديدات السفير تحرككم كلمح البصر ،وهذا يجعل كل القادة في موضع الشك والتساؤل، هل انتم فعلا اصحاب قرار ام لا، هل منصب رئيس مجلس الوزراء حصة المكون الشيعي ام حصة السفارات، هل انتم اصحاب سيادة ام انها شعار كاذب؟؟؟.
اين السيادة التي تتحدثون بها ،اذا كان الاجنبي يجمعكم ويوجهكم ويهددكم ،فلا نسمع منكم اي صوت او اعتراض ، كيف وانتم تندعون انكم اصحاب قرار وحزم في المقابل تخضعون لرسالة قصيرة من سطرين يجعلكم تتسارعون في انهاء ملف تشكيل الحكومة .
هذا يدل على أن العراق ليس بلد ذو سيادة ،عندما ترى سفير يهدد ويتوعد بحرق البلاد ،ويفرض رايه على قادة البلاد فعلم بأن الموجودين ما هم إلا موظفين لديه ،و دكاكينكم اهم من سيادة القرار البلاد وكرامة الشعب وحفظ ماء وجه تاريخ العراق.
نتسأل اين تنفيذ قرارتكم بإخراج المحتل اذا كنتم لا تستطيعون رد او طرد موظف في السفارة الأمريكية ،فكيف ستخرجون قواتهم ؟، والعالم كله يشاهد كيف تتحركون حسب توجيهات السفير الحاكم الفعلي للعراق، أهكذا تكون السيادة؟؟؟...
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha