المقالات

إضطراب معوي  

888 2020-05-09

هادي جلو مرعي ||

 

طلب إليه صديقه الذي إستضافه في منزله أن يتناول حبة دواء مضادة للإسهال بعد دقائق من إكمالهما فطورهما الرمضاني، حيث كان دخل الحمام، وشك إن الصديق سمع أصواتا تتعالى من داخل WC سكنه المتواضع في الطابق الثاني من منزل أهله الذي يتنازعه الورثة، ومرجح أن يضطر للحصول على بعض المال لايكفي لشراء قطعة أرض، فضلا عن تكاليف بناء سكن لائق عليها يجنبه البحث عن مكان يؤويه.

على خلاف الأمراض المعدية، والأخرى القاتلة التي تتناوب على حصاد البشر عبر السنين، يتعرض سكان الأرض دون إستثناء الى نوبات من الإسهال الناتج عن إضطرابات معوية، أو بسبب تناول طعام منته الصلاحية، أو نتيجة الإكثار من شرب سوائل بعينها، وربما أكثر من وجبة، مع الإفراط في تناول الحلويات، أو لوجود جراثيم وبكتريا داخل الأمعاء لاتتحمل معها مقاومة نوبات الإضطراب الحادة، أو العادية، والسؤال الذي يمكن توجيهه لكل إنسان ليس ماإذا كان أصيب بالإسهال أم لا، بل عن متى كانت المرة الأخيرة التي واجه فيه نوبات إسهال؟ هي مسألة وقت إذن.

يواجه العالم محنا عدة كأنها جرثومة تضرب أمعاء جسده الضعيف الذي يعاني الأوبئة والأمراض والحروب وجشع الحكام والتجار والشركات والشعوب التي يسيطر عليها الفكر المادي، وتتنازع للسيطرة، ومزيد من النفوذ مايدفعها الى المجهول، ويكاد إسهال الحروب والمشاكل والنزاعات يطغى، ولاتنفع معه حبة، ولامليون حبة لوقفه، وفي حين يجتهد الجميع للمضي في البحث عن فرص لحماية الإقتصادات الوطنية المترنحة، ومحاولات لرفع الإغلاق في قطاعات عدة حيوية ترتبط بمعيشة وأمن المجتمعات خاصة الفقيرة منها، والتي ضربتها هزات إقتصادية إستثنائية، فإننا في العراق تجاوزنا مرحلة الإسهال، ودخلنا مرحلة الجفاف التي تستدعي تزويد الجسد بالمغذيات، وأصناف من الأدوية، والمضادات الحيوية، وتحفيز الجسد المتهالك بصعقات متتالية لإستنهاضه مجددا، عسى أن تتغير طريقة الأداء، وتزداد مقاومته للهزات المتوقعة، والمشاكل الصعبة.

ستكون هناك أحداث مثيرة، وتداعيات لمواقف وقرارات بعضها صعبة لإنقاذ مايمكن إنقاذه، فالأسوأ لم يأت بعد.

ـــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك