المقالات

بدر .. استذكار وليس ذكرى  

1717 2020-05-11

حافظ آل بشارة ||

 

في كل عام من أيام رمضان نستذكر ايام تأسيس فيلق بدر قبل ٣٩ سنة ، لم يكن بدر مجرد تجمع للجهاد المسلح ، بل كان مدرسة للبطولة والعقيدة والسياسة واقامة دولة العدل وصناعة الثقة والتفاؤل في احلك الليالي ، كانت نخبة نادرة يتردد في اسماعهم نداء الحسين عليه السلام (هل من ناصر ينصرنا) اعاروا جماجمهم لله ، ثم نداء الصدر الداعي الى الجهاد لانقاذ العراق من هيمنة الطاغوت ، كانوا مختصرا للتأريخ الشيعي بكل محطات الدم والدموع فيه ، شكلا ثانيا من جيل حبيب بن مظاهر ، وجيل المختار الثقفي ، وجيل الحيدري والحبوبي والحكيم مراجع تحولوا الى مقاتلين في معركة الشعيبة ، وجيل من امتطوا صهوات جيادهم ليواجهوا طائرات بريطانيا فيهزمونها .

 فيلق بدر فريق ابطال على بوابة العشق الخالد باحثين عن احدى الحسنيين ، سرب جديد من صقور الرفض والزهد والشهادة على طريق كفاح لا ينتهي ، فيلق بدر عصبة ارادت ان يبقي تاريخ الجهاد متواصلا تنعقد فصوله ، ويبقي باب المروءة والفداء مفتوحا لاجيال تدخله في ظل انقى ماعرفه الاسلام من فكر جهادي واخلاقي ، وبحساب ارتال الشهداء وتأريخها يكون بدر مكملا لسلسلة ذهبية من من الحشود الفدائية عبر تأريخ اهل البيت عليهم السلام وانصارهم ، مدرسة لمجاهدين افذاذ اسسوا مناهج الحداثة في حرب العصابات عبر الاهوار والجبال وعلى مشارف بغداد ، قلوب نبضها قادم من القرن الثاني وسلاحها من القرن الرابع عشر ، تخطيط وبراعة وشجاعة اسطورية ، مزيج موحد من ضباط جيش العراق الاكفاء والجنود الغيارى الذين التحقوا بخندق المروءة ، ورؤوس الحركة الاسلامية وكوادرها ، وطلبة الجامعات ، وشباب جيل الرفض ، جسدوا وحدة الصف ووحدة العقيدة ووحدة الوطن ، المحنة وحدت العراقيين في بدر العربي والكردي والتركماني والشيعي والسني في خارطة التضحية والجهاد.

 بدر شطب الخرائط على الارض ونادى لبيك لنداء الحسين والامام الخميني والشهيد الصدر الاول والشهيد الصدر الثاني ، اعلام وقادة وسادة متمردون على منطق الزمان والمكان ، انه قدر الهي يجب ان يبقى هذا النهج حيا حتى الظهور ، وليس من العقيدة تصور اي انقطاع ، وحين نهض الحشد الشعبي الجديد بفتوى مرجع اليوم ووارث الامامة للوقوف بوجه السفيانيين الجدد.

برز بدر كله للوحشية كلها مجددا بقيادة آخر شيوخه من الليوث المخضرمين وهم يسعون في الميدان بهيئة الكهول الحكماء ، استعادوا نماذج المعارك الماضية ، الصورة اذهلت احد المجاهدين ، فاعاد القاء قصيدته التي كتبها قبل ٣٠ سنة يصف فيها ليلة معركة كربلاء الثانية كان حينها شابا فأعاد القاءها بعد معركة الدور وسحق داعش وقد ادركته الشيخوخة فقال بصوت متهدج وقد نسي معظم ابياتها :

شرب الزمان على الغرام الأقدم

فسلوت اشواقي كأن لم اغرم

واتيت اشكو للحبيب ملمة

نثرت حروفي كالسهام على فمي ...

بأكفهم ذات اللهيب كأنها

رسل تخاطب مضرمات جهنم

فاذا المذنب شع منها وانثنت

ركب الرجال على الأديم الأسحم

خشيت سماء الشرق فقد نجومها

فتلمها ذعرا ولم تتلملم

طربو لزوبعة الرصاص وبرقها

طرب الفقير الى رنين الدرهم ...

فكانت الصور الشعرية متماثلة طبق الاصل في صولات المجاهدين تعيد الصائل والمهزوم .

بدر تأريخ لسيرة الاف الشهداء الابطال والجرحى والمعاقين والمفقودين ، قدموا انفسهم لأجل شعبهم وبلدهم ، اما اليوم فقد انتهت معارك الرصاص لتبدأ معارك الحرب الناعمة ، وتبرع كثير من الابواق والعبيد واللقطاء ليختلقوا صورة سيئة لبدر مدفوعة الثمن ، ذلك الحشد الذهبي الذي تفتخر به اي أمة حية ، نشروا حوله سيلا من الاكاذيب والاباطيل وهي لا تنطلي الا على الجاهلين ، وهؤلاء الاراذل ينطبق عليهم مقتضى الآية الكريمة (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك