المقالات

بين تهافت التهافت وتهافت التوافه..من إبن "رشد" إلى أولاد الغي


 

 

✍️ إياد الإمارة  ||

 

▪ في (تهافت التهافت) يرد الفيلسوف الإسلامي الكبير ابن رشد بعد ثمانية عقود من الزمن تقريباً على الغزالي الذي كتب من قبل كتاباً فلسفياً عظيماً أسماه (تهافت الفلاسفة)..

كتابان يتهافت فيهما الغزالي وابن رشد على تقديم المعرفة كل من وجهة نظره، لتقديم نتاج إنساني بقي خالداً ومؤثراً إلى يومنا هذا فياله من "تهافت".

لست بصدد الحديث عن تهافت الفلاسفة الغزالي وأبن رشد وما كان بينهما من جدل "علمي" عاد بالفائدة على البشرية، وإنما هي استعارة كلمات ومعاني لأتحدث عن تهافت "التوافه" في هذه الزمن العراقي "الأغبر" الذي يخلو من الرشد والراشدين و "ينز" فيه الغيّ كل الغي واهله، لنكون بما نحن فيه الآن من تخلف و تراجع أعادا العراق إلى ظروف ما قبل التأسيس عام (١٩٢١) المظلمة، يتاهفت أهل الحل والعقد ومَن خلفهم في هذا البلد بشكل مقرف  للإستحواذ على المناصب وكأن الغاية هي أن يحصلوا على الحكومة أو الوزارة أو الوكالة إلى مسؤولية القسم والشعبة والوحدة في ظاهرة غريبة جداً تبين مستوى التفاهة التي بلغناها في عراق ما بعد (٢٠٠٣) ودلالة هذا التهافت التافه هي:

 ١.إن هؤلاء يشعرون بالصغارة والوضاعة التي لا ترفعها إلا هذه المناصب "أم النفخة الكاذبة"..

٢. وهؤلاء يدركون أيضاً إن المناصب سوف تمكنهم من الإستحواذ على الأموال وبقية الإمتيازات غير الشرعية الأخرى بسهولة ويسر وسرعة..

ولا دلالة أخرى أو تبرير آخر لهذا التهافت، ولو إن تهافتهم "المقرف" من أجل بناء البلد وتقديم الخدمات لبان ذلك في حقبة ليست قصيرة من الزمن هي كافية لأن تحقق ما نصبوا اليه ونتمناه.

المؤسف في هذا التهافت التافه هي انه أصبح أو يكاد أن يصبح سلوكاً عاماً ليس لدى طبقة الحل والعقد التي لم تقدم أي حل ومَن معهم من عمال وحواشي وأذناب فقط بل تجاوز الأمر ذلك، إذ ان كل عراقي يكاد يطمح ويسعى لنيل منصب ولو أن يكون مسؤولاً على الوقوف "براس الشارع بلا شغل ولا عمل" المهم انه مسؤول وكفى!

ليس السياسي وحده من يبحث عن منصب، المثقف والأكاديمي والعشائري والتاجر والرياضي والصناعي والعطال بطال، كل هؤلاء يبحثون عن المنصب الذي يعني "الجاه والوجه، والكسب الوفير السريع"..

المشهد لا يمت للإنسانية بصلة فهذا التهافت التافه سلوك وحشي تنتهجه وحوش الغابة وهي تنقض على فرائسها، قد يكون لهذا الوحوش مبرراتها فهي جائعة لكن ليس لهؤلا التوافه مبرراتهم بهذا السلوك الوحشي، كما انه لا يمت للأخلاق والدين بصلة ايضاً.

عمي المناصب زائلة وغير خالدة كما ان طرق الكسب المشروع كثيرة وسالكة ومتاحة وجميلة جداً وفيها ما فيها من الرجولة والشرف، فلا نسلك سلوك الغاب ونتخلى عن إنسانيتنا وقد أرادنا الله تبارك وتعالى أن نكون خلفاء "إنسانيين" له في أرضه دون سوانا من مخلوقاته.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك