✍️ إياد الإمارة ||
▪ شاء الله تبارك وتعالى أن يأتي علي "ع" الدنيا ساجداً في بيته العتيق ويرحل منها ساجداً في بيت آخر من بيوته جل وعلا، علي "ع" بين محرابين..
انشق جدار البيت الإبراهيمي لكي تكون هذه البقعة الطاهرة من الأرض مكاناً لولادة لم تكن من قبل ولا من بعد ولادة غيرها، ولادة تسجل لصاحبها ما سيكون له من أثر كبير في حركة التاريخ ومسار الإنسانية، وشق الجور والبغي والغدر والكفر رأسه في بيت الله لتعرج روحه إلى الملكوت الأعلى..
القصة بين المحرابين بخلاصة واحدة هي إن علياً "ع" عاش دنياه من لحظاتها الأولى وإلى لحظاتها الأخيرة محراباً يتعبد الله فيه وهو على خطى النبي "ص" يلوذ به يسمع رنة الوحي ويرى مكانه..
لم يخرج أبن ابي طالب "عليهما السلام" من محرابه أبدا، ولد في محرابه ويصلي في محرابه ويأكل في محرابه ويقاتل في محرابه ويمشي بين الناس في محرابه، يحكم في محرابه ويهدي في محرابه حتى أُستشهد في محرابه.
أمير المؤمنين علي "ع" وليس لأحد غيره أن يدعي هذه الإمارة سيرة الحق والعدل والصبر والشجاعة والمعرفة والزهد والتقوى، علي "ع" وادي الخمائل المليئة بأجمل أنواع الزهور والرياحين ولك أن تأتي أي خميلة في هذا الوادي لتستنشق عطر الجنة ونسيمها وصورها التي يعجز الفكر عن تخيلها، ترى في زهور هذه الخمائل وتسمع من حفيفها وتستنشق من عطرها كل معان التوحيد لله تبارك وتعالى وكل معاني السير على خطى النبوة المحمدية الأصيلة لتتيقن بما لا يقبل الشك إن هذا الموحد المحمدي هو وصي هذه الأمة وحامل راية هذا الدين من بعد نبيه الخاتم محمد "ص".
وحسبي أن أكتفي بما نقله الكاتب الكبير جعفر الخليلي في مقدمته لكتاب (الإمام علي نبراس ومتراس) لمؤلفه سليمان كتاني من بيت شعر للجواهري الكبير الذي يقول فيه:
تعداد مجد المرء منقصة إذا
فاقت مزاياه عن التعداد
علي "ع" هو المجد..
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)