المقالات

العراق الدولة المؤجلة  

933 2020-05-14

هادي جلو مرعي ||

 

لم أجد أفضل من هذا التعبير لوصف الحال الذي عليه بلد أمضى مئات من السنين في كنف الإستعمار العثماني، ومن ثم البريطاني بعد أن كان مركز الحكم للدولة العربية الإسلامية التي حكمت مساحات من العالم، حتى صارت واحدة من عديد الولايات التابعة للسلطنة العثمانية، ثم دولة مستعمرة تحت حكم لندن، ومن ثم دولة إنقلابات وحكومات الفرد الواحد، ثم حكومات الفوضى والفساد والفشل والتبعية للخارج الذي يهتم بمصالحه، دون النظر بمصالح الدولة التي سلم أبناؤها قيادها بيد دول أخرى، فصارت رهينة لقرار الخارج، ولم يعد لقرارها الوطني من وجود.

الدولة التي يمكن ان تستحق تسمية الدولة هي التي تحكمها المؤسسات، ويكون قادتها وطنيين لايخوضون حربا لأن أحدا طلب منهم ذلك، ولايكونون جزءا من محاور مصالح كبرى لاترعى مصالح بلدهم، وأن تكون كل الإستثمارات والمعامل والمزارع ومراكز البحث والدراسات ومحطات توليد الطاقة ومصانع الغذاء والدواء والملبوسات معطلة لكي تبقى تلك التي نتمناها دولة مرتهنة للخارج، ومستوردة فقط، وممنوع عليها أن تصنع وتزرع وتنتج، وتكون لديها قطاعات وطنية تغير مسارها، وتحول الدخل القومي المالي من النفط الى غيره، خاصة وإن الثروات هائلة، والخيرات لاتعد ولاتحصى، والكفاءات على مستوى من الأهلية والكفاءة ماثبت نجاحها خاصة التي تتاح لها فرص الإبداع على الصعيد المحلي، أو الخارجي الذي شهد للعراقيين بحسن التفكير والتدبير.

قرار تأجيل قيام الدولة العراقية مرتبط بملفات معقدة مرتبطة بالخارج، ومصالح وصراعات الدول الكبرى التي تريد حكما ضعيفا، وقادة أتباعا، وليسوا أصحاب قرار، ورؤية مستقلين لضمان أن لايخرج العراق عن دائرة تلك المصالح، الأمر الذي يصعب مهمة كل وطني مخلص خاصة إذا كانت سفارات دول وأجهزة مخابرات محترفة تضغط لإبقاء هذا البلد مثل رجل مكتوف الأيدي، لاحول ولاقوة له، وعليه أن ينتظر مايقرره الآخرون. فرجاله قرروا أن يعملوا لغيره، ويخدموا غيره، ولم يعد هو من أولوياتهم.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك