الشيخ محمد الربيعي ||
[[ عظم الله لكم الأجر ]]
هذه ايام الحزن التي لا تحسها ولا تستشعرها إلا النفوس الطاهرة المؤمنة ، ولكي يكون حزننا واعيا محققا للنتائج المرجوه منه نأخذ درسا جديدا من حياة الامام علي ( ع ) ، كيف يكون القائد محبوبا ، وسنتطرق الى ذلك في نقاط لمسناها من قراءة واعية لمسيرة حياة امام المتقين امير المؤمنين الامام علي ( ع ) ،ونتعرض لها ضمن النقاط التالية :
1 / ان تكون قائدا لا يتواجد في عقلك ولا في قلبك إلا الاسلام الحقيقي .
2 / ان تكون قائدا من صفاتك الراسخة في ذاتك ومفاهيمك هو الحق والعدل ، ولذلك قال الامام علي ( ع ) ( ماترك لي الحق صاحبا ) .
3 / ان تترجى من قيادتك التي انت بها سواء قيادة دولة ، او وزارة ،او اي مسؤولية كانت هو ان تقيم الحق وتدفع الباطل لا ان تزيد من الطين بلة وتزيد الظلم ظلما مركبا مضاعفا ولذلك قال : الامام علي ( ع ) وهو يخصف نعله ( والله لهي احب إلي من امرتكم ، إلا ان أقيم حقا أو أدفع باطلا ) .
4 / ان تكون غاية قيادتك منطلقها هو الشعور بالمسؤولية والتكليف الشرعي الملزم لذلك الموقع ، وليس لحب الدنيا ، او وجود من هو الارجح والافضل منك، قال: الامام علي ( ع ) ، وهو يؤكد ان يكون وجودك بالقيادة هو الحجة الملزمة، وليس رغبة الموقع ( لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما اخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولاشغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ) .
5 / ان تكون قائدا يتعامل مع الامور على اساس القواعد الشرعية ، ولا يتعامل مع الامور على اساس اهواء نفسية ذاتية قابلة للخطأ والصواب ، فنلاحظه عليه السلام يقول تكملة للحديث الذي اسردناه في الفقرة رقم ( 5 ) : ( لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكأس أو لها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ) .
6 / ان تكون قائد يزن الامور صح ويفضل المصلحة العامة على الخاصة وان كنت في مصلحتك على حق .
ولهذا صرح الامام علي ( ع ) قائلا : ( لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري ووالله لأسلمن ماسلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة ، التماسا لأجر ذلك وفضله وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه ) .
7 / ان تكون ذلك القائد المعلن لجمهورك وشعبك ان تواجدك في منصب القيادة ليس بدافع النفع الذات وانما لمصالح كبرى حتمية ، لذلك كانت تصريحات الامام علي في هذه المرحلة مدوية وهو قال ( ع ) : ( يا دنيا اليك عني ابي تعرضت ام الي تشوقت ، لاحان حينك هيهات غري غيري لاحاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثا ) .
ومن هنا كان الامام علي ( ع ) محبوبا ، مقبولا لايحبه الامؤمن .
ولكن سؤال يطرح ياترى لماذا وجد ممن لايحب الامام علي ( ع ) بعد الامتلاك لكل هذه الصفات واكثر ؟!!
الجواب :
كان واضحا وجلية وباشارات عديدة من قبل رسول الله ( ص ) نعرض واحدة منها بقوله: ( ياعلي لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) ، فالحديث فيه اشارة كانت مستقبلية قبل ان تكون حضورية بأن الامام علي ( ع ) ، سيكون له مبغضين ولكن المبغض مشخص وضعه ومصيرة ومكشوف برعاية الهية لامحال كما هو واضح من هذه الاشارة واشارات اخرى .
اذن فالذين يبغضون الامام علي ( ع ) ، ويبغضون تلك الصفات للقائد المحبوب والناجح هم كمن يبغض الزهور ويحب الشوك ، وكمن يبغض العطر ويحب النتانة ، وكمن يبغض النور ويحب الظلمة ، هؤلاء لا يعيشون معنى الانسانية ، لانه من المستحيل تكون انسان وتبغض علي بن ابي طالب ( ع ) .
يا ابناء العراق الشرفاء
التزموا سيرة وحياة الامام علي ( ع ) تنتصروا وتفلحوا بالدنيا والاخرة .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha