المقالات

المراجع والقضية الفلسطينية  


جهاد النقاش ||

 

#تسابيج (فلسطين والسيد السيستاني)

 

 

    لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون.

   بهذه الآية يبدأ سماحة السيد السيستاني بيانه بخصوص الاعتداءات على الشعب الفلسطيني في مخيم جنين، معبرا عن الأراضي الفلسطينية بأنها محتلة، وأن هذا العدوان قل نظيره في التاريخ الحديث، مسترسلا بتعداد جرائم الكيان الصهيوني التي لم تلق مانعا ولا رادعا، بل حظت بدعم أمريكي واضح، واصفا الاصطفاف هذا مع المحتل الغاصب بأنه مترقب من أعداء الإسلام والمسلمين.

   البيان يطالب بوقفة من المسلمين للدفاع عن إخوتهم في فلسطين، ويقول: إن الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم يقتضي أن لا يهنأ المسلمون في مطعم أو مشرب إلى أن يكفوا عن إخوانهم وأخواتهم أيدي الظالمين المعتدين.

   بل يطلب بذل قصارى الجهد والإمكانات لردع المعتدين، واسترداد الحقوق المغتصبة، وإنقاذ الأرض الإسلامية من أيدي الغزاة الغاصبين.

   ولا تقف مواقف السيد عند هذا الحد، بل يذهب إلى تعزية الشعب الفلسطيني باغتيال الشيخ أحمد ياسين معبرا عنه بالعالم والشهيد، واصفا إياه بالمثال الذي يحتذى به في الصبر والمقاومة.

   ثم يستنهض أبناء الأمة العربية و الإسلامية لرص الصفوف، و توحيد الكلمة، والعمل الجاد في سبيل تحرير الأرض المغتصبة، واستعادة الحقوق المسلوبة.

   وفي الاعتداء الذي تعرض له قطاع غزة، وما جرى عليه من حصار وتجويع صدر عن المكتب بيان يطالب الأمتين العربية والإسلامية باتخاذ مواقف عملية، في سبيل وقف هذا العدوان المتواصل، وكسر الحصار الظالم المفروض على هذا الشعب الأبي.

   فهل يمكن بعد هذا أن يأتيك شخص يتعبد بآراء السيد السيستاني لينتقد مساندتك لشعب فلسطين عموما، أو إحياءك ليوم القدس!

في الحلقة القادمة سنبين رأي الشهيد الصدر، فانتظرونا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

#تسابيج (فلسطين والشهيد الصدر)

 

     ذكرت فيما سبق إجمالي موقف السيد السيستاني من القضية الفلسطينية، ونعود اليوم لنذكر موقف الشهيد الصدر، ولقد اكتفيت من مواقف الشهيد الصدر (قده)، بموقف واضح جدا من المسألة الفلسطينية، أعلنه من على منبر الكوفة، أمام جماهيره بلا مواربة أو تردد، وشعار كلا كلا إسرائيل علامة الحناجر الصدرية، فلا يصح بعد ما سنذكر أن يعترض أحد على مساندة الشعب الفلسطيني من الصدريين.

 

ويمكن إجمال موقف الشهيد الصدر المذكور في الخطبة بنقاط:

١- فلسطين بلاد إسلامية تعاني استعمارا يهوديا، وحقا مغتصبا، وهي تقدم الشهداء، وإن التضامن مع ثورتها من علامات الوحدة.

٢- إعلان التأييد للحركة الفلسطينية، وبالخصوص من كان دافعه منهم دينيّا.

٣- مع إحراز رضا الله والاستطاعة كان سيمدهم فكريا وبالمال والرجال.

٤- من يسأل عن الالتحاق بالثورة الفلسطينية، والعمل ضد العدو الغاشم هناك، لا ينبغي نهيه، أو تثبيط عزمه. بل ينبغي دفعه وتأييده، بعد إحراز إخلاص القيادة منهم.

٥- فلسطين قضية الجميع، والتنوع المذهبي، والحدود الدولية، ليست مانعا من التعاون في الجهاد ضد أعداء الله والإسلام.

فهل بعد هذا يصح أن يأتيك صدريّ ليلومك على موقفك المدافع عن فلسطين؟!

_______

نص كلام الشهيد محمد الصدر في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة الواقعة في 30 رجب 1419:

إن من علامات الشعور بالوحدة الاسلامية؛ الشعور بالوحدة والتضامن مع الثورة الفلسطينية المجيدة - التي كانت وما زالت تعطي سيل الشهداء، انتصارا للحق المغتصب، واحتجاجا على الظلم المكثف، والاجحاف الحقيقي، الموجود في تلك البلاد المسلمة من قبل مستعمريهم اليهود.

....

فنحن نعلن من هنا تأييدا لمجمل الحركة الفلسطينية والثورة الفلسطينية ونخص بالتأييد منهم اولئك الذين يشعرون بمسؤوليتهم الإسلامية وعاطفتهم الدينية.

...

هذا ولو استطعنا من موقعنا هذا ان نمد الثورة الفلسطينية بالفكر أولا، وبالمال والرجال ثانيا بالشكل الذي نضمن أن فيه رضا الله سبحانه وتعالى فعلنا.

....

ومن الواضح دينيا أن الثورة الفلسطينية وإن كانت هي ثورة الشعب الفلسطيني الا أنها ثابتة في ذمم المسلمين جميعا بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم ودولهم لكي يكونوا يدا واحدة ومتعاونين دوما على الفعالية والجهاد ضد اعداء الله والاسلام، كما ورد في السنة الشريفة : (المسلمون يسعى بذمتهم ادناهم). 

ــــــــــــــ

#تسابيج( الحائري وفلسطين)

 

   لعل أغزر وأكثر وأوضح من وجدته على بحثي المتواضع بين الفقهاء الثلاثة (الصدر، السيستاني، الحائري) هو السيد الحائري (دام ظله)، فهو يصرح بضرورة العمل على استنقاذ فلسطين - كما صرح الفقيهان بذلك - من براثن الاحتلال الصهيوني، ويراى ذلك وظيفة على المسلمين، وبياناته بهذا الخصوص وافرة، يمكنكم مراجعتها في موقعه الرسمي، ولولا خوف الإطالة لأوردتها.

   فهو يقول في أحدها: (أيّها المسلمون الغيارى..

إنّ من الوظائف الثابتة اليوم على العرب والمسلمين بما فيهم من حكومات جميعاً ما يلي:

أوّلاً: يحرم على المسلمين جميعاً كلّ أشكال التعامل التي توجب تقوية العدوّ الإسرائيليّ بما في ذلك أشكال التعامل الاقتصاديّ من بيع وشراء للبضائع الإسرائيليّة.

ثانياً: على حكومات البلدان الإسلاميّة ذات العلاقة السياسيّة والتمثيل الدبلوماسيّ مع الكيان الإسرائيليّ قطع علاقاتها مع الكيان المذكور وطرد سفرائه، ومن يخالف ذلك فقد بانت خيانته، وفضحه الله تعالى بما يجري اليوم على الشعب الفلسطينيّ من قبل ذلك الكيان.

ثالثاً: على كافّة الحكومات العربيّة مدّ الشعب الفلسطينيّ المظلوم بكافّة مستلزمات الدفاع عن النفس، وعلى رأسها الأسلحة اللازمة).'1'

   وهو كسابقيه لا يرى اختلاف المذهب مانعا عن نصرة شعب فلسطين المظلوم، فيقول بهذا الصدد: (إنّ الفاجعة الأليمة التي نزلت بإخواننا المسلمين في غزّة قد قرحت قلوب جميع المؤمنين والمسلمين. وعلى الرغم من اختلافنا معهم في المذهب فنحن نعلم علم اليقين أنّ مقابلة الاستكبار العالميّ وكذلك الصهيونيّة ليست ضدّ طائفة معيّنة، بل هي ضدّ الاسلام ككلّ.

ولم يفعلوا، ما فعلوا إلاّ بتوافق مع بعض الدول العميلة في المنطقة، ولولا ذلك لم يكونوا يجرؤون على هذا العمل الشنيع.

أمّا أساس الانتصار فهو منحصر في أمرين:

الأوّل: توحيد الصفّ ضدّ الصهاينة والاستكبار، سواء فيما بين الشعوب المسلمة، والحكومات الإسلاميّة.

والثاني: الردّ بالمثل، فإنّ الحديد لا يدقّ إلاّ بالحديد.).'٢'

   وقد وجه أكثر من نداء لأحياء يوم القدس، وخصوصا لأهل العراق، (حتّى لا يتخَيَّلَ ضعافُ النفوس أنّ شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في العراق شغلتهم مصائبهم عن الاهتمام بقضايا الاُمّة المصيريّه)'٣'

   بل يرى جمعة القدس فريضة سياسية عبادية مقدسة، لذا يحث على إحيائها (أبنائي الكرام كنت قد ندبتكم لإحياء آخر جمعة من شهر رمضان باسم القدس؛ ليكون لقضيّتنا الإسلاميّة مكانٌ رفيعٌ في شهر رمضان من كلّ عام؛ ويصبح ذلك جزءً سياسيّاً وعباديّاً من حياتنا، فاستجبتم ـ فيما مضى ـ فجزاكم الله خير جزاء المحسنين، واليوم أدعوكم لنفس الفريضة المقدّسة هذه لإحيائها بأبهى صورة، وبأنبل تعبير، وبإجلال وإكبار).'٤'

هذه ثلاث عينات من فقهائنا اخترتهم لأبين مواقفهم تجاه فلسطين، كي لا يأتي أحد ويلومك بعد هذا لو تصديت للدفاع عن هذه القضية.

 

________

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك