🖋 قاسم العبودي ||
بهذه الكلمات العروبية أبتدأ الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب قصيدته التي ذم بها قادة العرب . ووصفهم بأبشع النعوت .
لست بصدد تقييم القصيدة أو نقدها كون المشار ليس مضماري ، لكن بهذه الكلمات الشعريه ، أختزل الشاعر القضية الفلسطينية بدائرة القومية .
القضية الفلسطينية من منظورها العام ، هي قضية أسلامية كون القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ، وأول بلد تنتهك سيادته بهذا الشكل الأليم الذي نراه كل يوم . القيادات العربية والأسلامية لم تعطي للقدس هيبة ، ولم تطالب بالقدس كرمز أسلامي ، بل تعاطوا معها كونها بلد عربي وحاربوا وفشلو ، وفاوضوا وفشلوا ، لأنهم بكل المحاولات الرامية لعودة القدس أنطلقوا من أضيق دوائر الحرب أو الحوار ، لذلك فشلوا بأستعادتها الى اليوم .
لكن عندما قرر الأمام الخميني أعلى الله مقامه أن يجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، يوم عالمي للقدس أعاد الرمزية الأسلامية لتك المدينة المنكوبة من قبل الصهيونية ، وفق منظور أسلامي غاية في الدقة .
أعاد الأمام رضوان الله تعالى عليه ، القدس الى الواجهه بعد أن طمرتها المؤامرات الخبيثة ، ومحاولات التطبيع مع الكيان الغاصب ، وأعاد للأمة الأسلامية تكليفها الشرعي ، والإخلاقي للدفاع عن قيم الأسلام الحقيقي ، وعدم التدافع بأتجاه الهيمنه العالمية على المقدرات الأسلامية من جهه ، ومن جهه أخرى كشف عورات المدعين العروبيين الذين يرفعون القدس شعاراً ، وهم يمارسون الأنبطاح أمام الأحتلال الصهيوني ، وقد ذهب أكثرهم الى سلوك التطبيع المشين .
القدس بيومها العالمي مدينة الى الأمام الخميني الذي خصص قسم من الحقوق الشرعية الى قوى التحرر الفلسطينية عندما كان لايزال في محراب علمه في النجف الأشرف ، وهو أول مرجع ديني في تأريخ العالم الأسلامي يستخرج أموال من الحق الشرعي ويدعم الشعب المسلم في فلسطين .
أول ممارسة ولائية حسبت للأمام عندما قام بهذا السلوك المرجعي الذي أعابه كثير ممن عاصروه في حوزة النجف الأشرف .
اليوم العراق بحشده ينتصر ، وغزة بحماسها تنتصر ، واليمن ولبنان وسوريا ، وأغلب قوى التحرر العالمي تنتصر بوجه الهيمنه البغيضة للأستكبار العالمي ، أنما تنتصر للسلوك الراشد والمسؤول للأمام الخميني الراحل .
لقد عبر الأمام بالقدس من القومية الى الأسلام بأوسع أبوابه ، وبقضايا الأمة الأسلامية الى فضائها الرحب ، فأن الأولى أن يكتب الشاعر قصيدته مفتتحاً باكورة كتابه .. فلسطين عروس أسلامنا .
السلام على من أعادة للأمة الأسلامية هيبتها في وقت تقزم رؤساء الحكومات العربية والأسلامية أمام جبروت الأستكبار العالمي .
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha