كندي الزهيري ||
السياسة ذلك الفن الممكن الذي يستخدم لخدمة الشعوب ،ويجعل من بلادة في مقدمة الدول المتطورة ،بالمختصر السياسي خادم الشعب.
بعد انشاء الديمقراطية في العراق ، استبشر العراقيين خيرا ، لكونهم سيختارون من يبني بلادهم ويحافظ على النسيج الاجتماعي ،فيأخذ بيد الشعب إلى عالم التقدم والازدهار فلم يكن هناك سياسي ناضج وصاحب مشروع حقيقي غير شهيد المحراب قدس سره الشريف، حيث كان تلتف حوله جميع شرائح المجتمع العراقي ،فكانوا ينظرون له بنظرة الاب الذي يحمي أبناءه ويدافع عنهم من خطورة الايام حيث كان يتكلم باسم الشعب لا المكونات.
هذا الحلم لم يتحقق لكون يد الصهيونية لم يروق لها تعافي العراق بيد رجل حكيم وصاحب مشروع حقيقي ، فقتل حلم العراق باستشهاده.
بعد ذلك تحول الخطاب من العراق "يجمعنا" إلى خطاب المكونات "تنجحنا"، ليستغل الخطاب الكراهية ذلك التراجع مسيطرا على الساحة العراقية، مما ساعد على تدمير العراق وشرخ وحدة وطنية.
ليكمل الساسة بشكل متعمد ام غير متعمد ، بإهمال الشارع وعدم الاحتواء الأجيال تاركين خلفهم جيش من الشياب وساحة خالية ومهيئ لكل كذاب واصحاب الاجندات المشبوهة.
ما هي العوامل التي ساهمت باحتقان الشارع ضد سياسيه ؟
١_ سياسة ال(انا) والبرجوازية في التعامل مع طبقات الشعب العراقي.
٢_ الصراع على المكاسب والمناصب ،حيث أصبحت الوزارة تعرف بوزارة بيت (افلان) ،وليست وزارة الشعب.
٣_ الصراع على الزعامة التي أدت الى شق الصف وتقسيم المقسم.
٤_ سياسة غير ناضجة في المواقف والتصريحات الرئيس مجلس الوزراء يصرح ورئيس الجمهورية ينفي ،ورئيس البرلمان يقرر ورئيس الكتلة يرفض..
٥_ المراهقة في إدارة البلاد من خلال القرارات الغير مدروسة.
٦_ عدم وجود خطط تخدم الشعب العراقي أو تطوره في المجلات كافة
٧_ العمل بالحلقات الضيقة تاركين خلفهم الحلقة الاوسع وهي الشعب.
٨_ عدم وضوح الرؤية المواقف العراقية من مجريات الأحداث في المنطقة ،فكل مسؤول يصرح حسب ما تملي عليه مصلحة ومصلحة حزبه.
٩_ ابعاد الكفاءة والاعتماد على المحسوبية في إدارة المواقع الخدمية.
١٠_ تقوية السلاح وقانون الغاب بدل عن القانون الدولة .
١١_ التهاون في محاسبة الفاسدين مما شجع الكثيرين يسلكون ذلك المسار في دوائر الدولة فنخر وجودها واضعف قرارها.
١٢_ الأموال التي تؤخذ ك كبشنات والاقتصاد المبني على لنفط فقط ، وعدم توزيع الثروات بشكل عادل ساعد على احتقان الشارع ضدكم.
هذه هي السياسة المراهقين التي اهدت الساحة إلى اعلام السفارات وحزب البعث وغيرها من الأجندات الداخلية والإقليمية، مما مكنهم من قيادة الشارع العراقي بكل سهولة ويسر.
اما السياسة الناضجة هي التي تجعل من المواطن يستميت بالدفاع عن حكومة ولا يسمح الاحد ان يسيء لها.
لكونها نابعة من هموم الناس ومكرسة لخدمتهم ومصالحهم ،السياسي الناضج يرفع الروتين عن كاهل شعبه لا يزيده، يسطر على الاقتصاد في صنع منه تنمية اقتصادية متطورة ،وعلى الصناعة فيطورها ،وعلى القوات الأمنية فيقويها ولا يساوم على ارزاق جنوده، وعلى الزراعة فينوعها ويوسعها، ولا يسمح بالتهاون في خدمة شعبة، ولا يجعل القرار بيد المقربين وحاشيته، وأن يكون منصف وقريب من ابناء شعبه ، ولا يساوم على مصير بلده ،يحكم بعقل شعبة وليس بعقل المصلحة الشخصية.
اخر ما نقول "هل يوجد في العراق سياسي متصدي في مثل هذه العقلية؟؟" الجواب للقارئ...
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha