تقي مطشر الشحماني
ذهبت الى مدينة النجف الاشرف لزيارة الامام علي عليه السلام .وبعد انتهاء الزيارة عرجت الى مقبرة النجف لزيارة قبر والدي ووالدتي وابني الشهيد الطيار محمد تقي. وصادف مروري بالقرب من مقبرة شهداء الحشد الشعبي. بدأناـ ومن معي بقراءة الفاتحة لارواح من صانوا عرض العراق وحموا حرائره من السبي المغولي الجديد. كنت خاشعا وانا اقرأ اسماء شباب بعمر الورد قدموا حياتهم قربانا لهذا الوطن الذي يضم ضريح من يتوسدون تراب جواره. تسمرت قدماي ولم استطع الحراك خطوة واحدة وانا اسمع نشيجا وبكاء يقطع القلب. نشيج سمعت مثله وبكيت حتى لم يبق بعيني دمع وانا اودع ابني البكر الشهيد محمد. نشيج ونواعي لامرأة سومرية تحتضن قبر فلذة كبدها الشهيد وهي تنوح عليه وتسكب دمعا احس ان مع كل قطرة منه تسقط قطعة من كبدها. اتكأت على عكازي وعلى شاهدة قبر احد الشهداء لاستمع لهذه السومرية وهي تقول:
يمه يابعد امك اسمعني
يمه خله البيت من اسمك وطرواك
وخله البيت من دشت احذاك
يمه يمه فدوه رحتلك يابعد امك
واكف على راسي ونشدني
ويگلي احوالچ يايمه ما لايگتلي
جاسچ هظم يو ذاكرتني
اه اه يابعد امك واختها
خايب يمه احاه تلهب نار گلبي.
البس عباتك واطلع ايدك
وشيوخ بالربعه تريدك
ولك يمه اتزرفن بيبان گلبي.
لبس صايته وبشته الخفيف
لبسهن او سير عل المضيف
وكلمن يذكره ايگول ياحيف
ولك يمه اريد ارباي منك.
لم يبق في عيني قطرة دمع واحدة اتكأت على عصاي واقتربت من هذه التي اشاركها حزنها وجدتها تبكي على شاهدة قبر كتب عليه { الشهيد احمد طعمه الحسيني } تولد 10-4- 1990 وكتب تارخ استشهاده 8-10-2014.وهو من اهالي محافظة ميسان محلة السراي. وقد شارك رغم صغر سنه بمقاومة المحتل ضمن صفوف جيش الامام المهدي - كتيبة الكرار وتعرض لاكثر من اصابة وشارك ضمن صفوف الحشد وكانت بدايته في سامراء وتصدى مع رفاقه الابطال الى الهجوم الذي تعرض له مرقد الامامين العسكريين وخاض الشهيد عدة معارك ومنها معركة الفلوجه ومعركة جرف الصخر. واخر معركة له في سامراء حيث كانت كتيبته تتمركز في سور اشناس وهو بناء اثري قديم يفصل منطقة الدور عن سامراء ويعتبر الخط الدفاعي الاول عن مرقد الامامين العسكريين. حيث تصدى ورفاقه الابطال لهمر مفخخة حاولت اختراق دفاعاتهم فتصدوا لها ببسالة ولما لم يستطع الاختراق فجر المجرم الهمر ا لتي تحمل كما هائلا من المتفجرات بحيث تحولت الهمر نفسها الى شظايا اخترقت جسده وجسد بقية المرابطين في الخط الدفاعي الاول. ونقل جثمانه الطاهر ليدفن وحسب وصيته مع الشهيدين الاخوين عباس كاظم وعلي كاظم وبتربة معشوقهم ومن يستجيرون بجواره ابو تراب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام, رحم الله الشهيد السعيد الذي كان دعائه في كل صلاة وعند قبر الامام الحسين عليه السلام ان يمنحه الله الشهادة على خطى ابي عبد الله وصحبه الاطهار.
...................................
ملاحظة ..وردتني يوم امس رسالة من الاخ السيد قاسم العجرش يخبرني بها ان مؤسسة السيد صالح البخاتي تنوي اصدار كتاب عن شهداء محافظة ميسان على شكل قصص تخلد بطولاتهم وظروف استشهادهم واني قد اخترت لكتابة قصتين عن شهيدين وان اخر موعد هو هذه الليلة فقط. وقد اعتذرت الا ان السيد قاسم اصر فتوكلت على الله وقرأت الفاتحة لروح الشهيد فكانت هذه القصة القصيرة .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)