المقالات

مهازل التبرير  ما بين النفط والطيور!  


مازن صاحب ||

 

ليس هناك أسوأ من الكوميديا السوداء في التعامل الشعبي مع مفاسد المحاصصة..  .. زادت لها قصة جديدة عن اكل الطيور لاكثر من 700  طنا من الحبوب!!

ولكن ما يثير اهتمامي ذلك البيان الذي تمت صياغته على عجل لتبرير موافقة العراق الفورية على تخفيض حصة العراق من التصدير .. هذا التعجل في التبرير أقرب إلى تكرار التبريرات عن سوء إدارة عقود التراخيص النفطية وعدم تصليح عدادات نفطية يبدو أنها ما زالت عاطفة عن العمل لحساب التصدير من الموانيء العراقية .. ورد النائبين محمد الدراجي ومحمد شياع السوداني الواضح والصريح بامكانية التفاوض خلال إجتماع اوبك للحفاظ على حقوق العراق في تصدير كامل طاقته ... والا دعونا نتساءل عن جولات التراخيص النفطية التي يفترض أن يصل انتاجها إلى 12 مليون برميل نفط يوميا .. والسؤال : أين التخطيط لاهم مورد مالي للعراق ؟؟

ويضاف لقائمة التبريرات تلك التغريدة لوزير المالية التي نشرت امس ولم تنفى حتى لحظة كتابة هذه السطور عن تخفيض 70% من مخصصات الموظفين .. والكل يعلم أن نظام الرواتب الاسمية فيه غبن كبير تمت معالجته بإضافة المخصصات .. وهذا التبرير المضاف يغادر توصيف الحلول الأفضل إلى الحلول الممكنة حيث لم ولن يستطيع القفز في فضاء مفاسد المحاصصة لالغاء امتيازات من يقبضون اكثر من راتب واحد وتجمد ذلك لذات الفترة التي يمر بها العراق بوضع مالي صعب !!

ما بين الطيور والنفط ومن ثم التصريحات والاقوال المتتالية عن تخفيض الرواتب .. هل سيتم تخفيض أسعار مولدات الكهرباء في صيف قائظ ؟؟ والكهرباء ما زالت الغائب غير الطوعي عن العراقيين طيلة 17 عاما مضت؟؟

 وهل سيتم تخفيض معدل الايجارات ؟؟  وهل تخفيض 10%من اجور المدارس الاهلية يكفي ؟؟  ماذا عن اجور الجامعات والكليات الاهلية؟؟ واجور خطوط النقل والكثير من التساؤلات .. هل تستطيع الدولة حين تفرض مثل هذا التخفيض على رواتب الموظفين أن توازن بينه وبين متطلبات الحياة اليومية للموظف؟؟

ما بين كل ما تقدم وبين الحلول الفضلى لمواجهة تحديات الأسوأ .. أن يبدأ السيد الكاظمي بتنظيف بيت الحكومة من الفساد السياسي والمالي والاداري من خلال  مفهوم الجودة الشاملة التي اتخمت دوائر الدولة بدورات بناء القدرات التدريبية لتطبيقها من دون نتائج ملموسة .. فيتبن له ولغيره أن الحلول المتعجلة باحالة الموظفين على التقاعد لا تقدم الا حلولا فيسبوكية!!

في مثل هذا التطبيق لمعايير الجودة الشاملة سيظهر جليا اعداد الموظفين الذين للعمل لهم وامكانية تدويرهم في أعمال مطلوبة في دوائر أخرى .. وسيظهر الفائض الحقيقي من الموظفين المرتبطين باللجان الاقتصادية لاحزاب مفاسد المحاصصة!!

خلاصة القول .. ثورة الجياع مقبلة .. لابد من التفكير كثيراً قبل الاتيان بذات المنهج من الحلول غير المرغوب بها في إدارة مخاطر الأزمات الاقتصادية ... ولله في خلقه شؤون!!!

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك