المقالات

وباء من نوع آخر

1320 2020-05-22

 

احمد كامل عودة||

 

بعد انتشار وباء كورونا منذ شهور ، مجتاحاً اغلب دول العالم مخلفاً وراءه اكثر من اربعة ملايين مصاب وعشرات الالاف من الوفيات ، جميع الدول تعمل على كبح الوباء بمختلف الوسائل ، واتفق الجميع على اجراءات حظر التجوال لتلافي اختلاط الناس وانتشار المرض ، ومن جانب آخر فأن اجراءات الحظر ادت الى نشوء وباء من نوع آخر ، بعد لجوء الشباب والمراهقين بالبحث عن قتل الوقت بعد ايقاف الدراسة وممارسة الرياضة ، حيث تصدرت لعبة ( البوبجي ) لائحة الالعاب وبجدارة عبر عدد المستخدمين لها ودخلت جميع البيوت من اوسع ابوابها وصار الجميع يمارسها وبشغف كبير .

لعبة (البوبجي ) الشهيرة والتي اخترعها الايرلندي ( بريندن غرين ) عام 2017 وهي لعبة الصراع من اجل البقاء وتتمثل بالعنف والقتال ، تلك اللعبة سببت الادمان الشديد بين الشباب والمراهقين ، وصارت تنتشر كالوباء السريع بين المجتمع ، ويبقى الشخص اللاعب فيها مشدوداً معها دون الاحساس بالوقت ، بل عدم الشعور بحواسه ، فتجد الشباب يجلسون طوال الليل بممارسة تلك اللعبة ، وقد نشر ويب طب عبر موقعه دراسة بشأن آثار لعبة ( البوبجي ) واعراضه النفسية للمدمن عليها اهمها : الشعور بالقلق ، والتهيج والعصبية عندما لايستطيع اللعب ، والكذب على افراد العائلة بشأن مقدار الوقت المستغرق في اللعب ، والعزلة والانطواء من الاخرين ، كما وذكرت الدراسة ايضا الاعراض الجسدية التي تصيب المدمن اهمها الشعور بالصداع النصفي جراء التركيز الشديد ، واجهاد العين وكذلك امراض الرسغ جراء الوقت الطويل في التحكم بواسطة اليد .

وقد اثبتت الكثير من المواقع السلبيات المؤثرة على المجتمع من الادمان على لعبة البوبجي والتي يكمن مضمونها القتال والعنف ، وابعاد الشباب عن دراستهم وقضاء معظم الوقت في ممارسة تلك اللعبة ، وعملت ولاية (غوجارات الهندية) بحظر لعبة البوبجي ايام الامتحانات الدراسية ، وسعت دول اخرى لحظرها ايضا لكنها تعارضت من بعض المؤسسات بحجة الحريات الشخصية ، وفي منتصف 2019 اعلنت الحكومة الاردنية حظرها لعبة البوبجي لما لها من تأثيرات سلبية كثيرة ، ابرزها الادمان والعصبية ، والاستفزاز والعزلة الاجتماعية ، ومن زاوية اخرى فقد حصلت الشركات الممولة للعبة البوبجي ملايين الدولارات التي تنفق من قبل اللاعبين خلال ممارستهم اللعبة .

ان الاعراض الجسيمة التي تخلفها تلك اللعبة على مستقبل جيل كامل ، لايبدو شيئا ضروريا امام الشركات الممولة ولايمكن ان تفكر بأيقافها لما تجني من مبالغ طائلة ، مع استمرار وجود لعبة البوبجي ، لكن تبقى المهمة الاصعب على المجتمع في كيفية تقليل الضرر على ابنائهم ، وتخفيف ادمانهم واعادة حياتهم الطبيعية والعودة الى مقاعدهم الدراسية بعد انتهاء حظر التجوال ، المهمة لاتبدو سهلة لانها تتطلب تكاتفا مجتمعيا بالاضافة الى تدخل الحكومة بتحجيم الضرر عبر ايقاف اللعبة خلال ايام الدراسة ، وخصوصا ايام الامتحانات ومساعدة اولياء الامور بتلك المهمة الصعبة .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك