المقالات

الشعائر الحسينية .. والعصفور ( كش )الحلقة 2  


إيليا إمامي  #Ailia_Emame ||

 

* والآن أيها الإخوة دعونا نعود الى العصفور كش :

* لاشك أن الدولة العراقية لم تمر بأي استقرار سياسي منذ يوم تأسيسها .. ومن يراجع الأرشيف الصحفي يرى الأزمات الاقتصادية وتردي الأوضاع الخدمية هو الحديث السائد على مدى عقود .

* وصدقني عندما أقول لك .. أن ما تتابعه اليوم من منشورات وصفحات ممولة مليئة بالحديث عن سوء الأوضاع .. هو نفسه ما كانت تنشره أشهر مجلة في الثلاثينات ( حبزبوز ) لصاحبها نوري ثابت .. ثم جريدة الانقلاب لصاحبها الشاعر محمد مهدي الجواهري .. ثم جريدة الفرات .. ثم جريدة الرأي العام .. ولم تتغير إلا الأشكال والتقنيات .. والشكوى من حال البلد واحدة .

* ويخدعكم .. ويخفي عليكم الكثير من التفاصيل التاريخية .. من يقول لكم أن العراق مر بمرحلة إزدهار تتناسب مع خيراته وثرواته .

* كان العراق دوماً .. مغبوناً مسروقاً مستباحاً لصراع الدول .. كان كل طرف لديه جيشه الصحفي والإلكتروني .

ومن يقول لكم أن الحزب الفلاني كان جيداً .. أو الفترة الكذائية كانت أفضل .. فهو يتكلم بالقياس الى غيره من الأحزاب والفترات .. لا أكثر .

* الأحزاب الإسلامية تسعى لتلميع صورتها بمقارنة الوضع مع حزب البعث وتقول أنه ( كش).

وحزب البعث كان يكرر الحديث عن ( منجزات الثورة ) ويدخلها في المناهج الدراسية وأن ماقبله كان ( كش ) .

وعبد الكريم قاسم كان يقارن إصلاحاته الزراعية بحكم الملكية والإقطاعيين ويقول بأنهم (كش).

والملكية كانت تتغنى بأنها حولت العراق الى دولة بعد أن كان مجرد ولاية عثمانية ( كش ) .

هذا هو دستور الحكومات منذ خلقها الله في كل مكان وزمان ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) وقالت لها ( كش ) .

ومن الطريف ما يحكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي جزار العراق المعروف كان أيضاً يقول ( لم يصبكم الطاعون منذ وليتكم ) وتنسب الحكاية أيضاً للمنصور الدوانيقي في الشام .. وأن رجلاً قام فقال : إن الله أكرم من أن يجمع علينا بليتين أنت والطاعون .

* وهكذا الكل يقول نحن أفضل ممن سبقنا ولكن الواقع أن الجميع لم ينجحوا في إدارة العراق .. ولا أريد الخوض في الأسباب ومن كان الأفضل .. فلست معنياً بذلك .

* أكرر أيها القارئ الكريم .. وأرجوك ساعدني ببعض الانتباه لكي لا أحتاج للتوضيح بعد هذا المقال :

( إني وإن كنت بصراحة أرى بحسب مراجعتي أن أعظم البلايا كانت زمن صدام .. ولكني لست معنياً من الأفضل .. وماهي أسباب فشل كل واحد منهم .. وهل كانت بتقصيره أو بظروف قاهرة ) أنا فقط أقول أن الحصيلة هي ( الكل لم يخدم العراق كما يستحق بل بعضهم دمره ) .

وأسباب ذلك كثيرة ومتداخلة يمكن جمعها في مثلث واحد ( مجتمع لايتقبل فكرة الدولة .. حاكم ليس محروق القلب على الدولة .. تدخلات خارجية ) و هذا المثلث منذ 98 سنة حتى اليوم .

* والآن .. بعد كل خرابات البصرة .. تأتي بعض الأقلام والأصوات .. لتضع اللوم في تردي أوضاع العراق كلها على عاتق الشعائر الحسينية والمرجعية الدينية !!

* ولست أدري .. هل يستغل هؤلاء ضعف ذاكرة ( الشياب ) أم قلة اطلاع ( الشباب ) فيتجاهلون مصائب العراق المتراكمة .. وتعقيداته الضاربة في عمق الجذور والتاريخ  .. ويتكلمون عن 17 سنة فقط .. ليستنتجوا أن الخلل في الدين !! وكأن العراق قبلها كان جنة !! ثم وضع لنفسه لحية وأمسك بالمسبحة وصار متديناً .. ( فتبهذلت ) أحواله !!

* والآن أستعرض ثلاثة تفسيرات يقدمها هؤلاء المتفلسفون الى الشباب غير المطلعين حول أسباب مشاكل العراق :

١)) التفسير الأكثر سطحية ( إحنه الشيعة بس نعرف نلطم ) وأنا هنا اقف عاجزاً عن الرد على هذا الكلام السطحي !

وسأكتفي بتساؤلات ..

• هل ضرب الصدور يوقف عملية التفكير ؟

• هل باسم الكربلائي هو أفيون الشعوب والمنوم المغناطيسي لها ؟

• هل عبد الخالق المحنة يقول في قصائده كما قال معروف الرصافي متهكماً ؟

يا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام محـرَّمُ

ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ

وتأخَّروا عن كلِّ مـا يَقضي بـأن تتقدَّموا

• هل اقتربنا من صنع مركبة فضائية ثم جائت أيام الحسين لتشغلنا باللطم وننسى مركبتنا ؟

• هل كان العراق في العصر السابق الذي يسمونه بسبب التنورات فوق الركبة  ( العصر الذهبي ) قد وصل الى القمر .. وعندما جاء اللطم أرجعه الى تحت المنبر ؟

هل لطمنا من سحل عبد الكريم قاسم ؟

هل لطمنا من علق رشيد عالي الگيلاني ؟

هل لطمنا من أشعل حروب صدام ؟

هل لطمنا هو من جمع الناس للتفرج على جريمة ساحة الوثبة ؟

هل لطمنا من صبغ شوارع بغداد بدم المفخخات ؟

هل لطمنا من جعل العراق من  1922 الى 1979 لا يسجل فترة حكومية مستقرة لأربع سنوات إلا مرة واحدة إنتهت بانقلاب

تعساً لكم .. يتصارعون بكل أصنافهم وتوجهاتهم لـ 98 عام ثم تتركونهم وتلقون اللوم على الشعائر الحسينية !!

أم هي مشكلة الحسين نفسها لاتزال باقية ( نقاتلك بغضاً لأبيك ) ؟

أي سخافة هذه التي تريدون أن نناقشها ؟!! وأي ذاكرة مشوهة تقدمون للأجيال ؟

يتبع .. في الحلقة 3

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك