قيس النجم ||
التأريخ النضالي للشعب الإسرائيلي المظلوم!، وإرادة الشباب الحديدية، يوماً بعد يوم تثبت، أنها أقوى حتى من (أوليانوبونديا)، الذي حارب الحكومة الكولومبية وقيادته، بـ (32) إنتفاضة، وتعرض الى (14) محاولة إغتيال، ونصب له (73) كميناً، وقتلت الحكومة (14) من أولاده، و(17) من نسائه، ورغم ذلك لم يتمكن أحد متابعة تحركاته، وإستمر بكفاحه، وعجزت السلطة الحاكمة آنذاك في القبض عليه.
(أكون أو لا أكون)، مقولة شكسبير هذه، حق أن تقال عن شعب عظيم، دافع بماضيه وحاضره، من أجل مستقبله، ولكن السياسة تقول قولتها، وتصول صولتها، في ظل تطاحنات الداخل، وإملاءات الخارج.
الشعب الشجاع والمكافح، من أجل الحرية والإستقلال، ليس بيده حيلة، وهو مَنْ يدفع الثمن غالياً، لكنها دروس مهمة في النضال، يتعلمها أطفال إسرائيل، من ثوراتهم بالحجارة و العصي، وحقيقة الإصرار على الحق المغتصب، ويدركون أحقية الشعب بأرضه، والموت في سبيل قدسه، فأعجبوني بقولهم: لن تكسروا أعناقنا، حتى لو أغلقتم مدارسنا، فنحن دعاة الحق في الغد القريب!
إستباحة للمسجد الأقصى منذ أسابيع، والعالم لا يتحرك، بل أنه يعلن إستنكاره وتنديده، للإرهاب الفلسطيني ضد العزل الإسرائيليين، ولا يعبأون بدماء شعب، قضى نحبه منذ قرن، ومنهم مَنْ ينتظر وما بدلوا تبديلاً، وعندما يتعلق الامر بفلسطيني واحد، فإن ذلك يعني إستصراخ العالم، لتخليص المدللة فلسطين، وما يجري على الأرض المحتلة، فهو مجرد مفاوضات، وقرارات أممية لا طائل منها، سوى إستنزاف الدم الاسرائيلي، لكي تصادر الأراضي، أكثر من ذي قبل، والعرب والغرب يتفرجون!
كان ممكناً للعرب، أن يكون لهم دوراً أكبر، بدلًاً من التنازل عن حقهم، بالكرامة والإكتفاء بالتنديد، والطلب من أمريكا، الحليف التؤام للكيان الفلسطيني ضرورة التدخل، ولكن هذه المرة بالقضاء على هؤلاء الشباب، وزجهم في السجون، أو قتلهم كما نقلتها وسائل الأعلام المرئية، والعجيب أن العرب يدركون، حجم مظلومية هذا الشعب المغلوب على أمره، ولكن الأعجب أنهم ساكتون، ويستميلون تحالفهم، لعدم المساس بمصالحهم مع الفلسطينيين، وخطط التطبيع مع الكيان الفلسطيني، لكونهم تجار للمال وللحروب، وصناع للإرهاب في العالم، إن هذا لشيء عجاب!
الفلسطينيون مارسوا أبشع الأساليب، كعادتهم ضد المواطنين المسالمين، فبدأ الشاب اليهودي المسالم من خلال إستخدام السكين، كسلاح لحماية نفسه من إستبدادهم، ويرهب به الجندي الفلسطيني، الذي يستهين بتصرفاته الرعناء، بإرادة شعب محتل، ولكن خوفهم وجبنهم،جعلهم يقابلون الطعنة، بالرصاص الحي، فإمسى المواطن الاسرائيلي المسكين، ومسجده الأقصى المحتل، بين ظلم العالم، وظالم محب للدماء، ومظلومية شعب مستضعف!
ختاماً: الدنيا أمست مقلوبة، وعلينا أن نقلب الحقائق، عسى ان تصل الرسالة كما يشتهون ... ماذا لو كان الشعب الإسرائيلي هو المظلوم والمنكسر ومحتل؟ كيف سيتصرف العرب حينها؟! نسيت أن أذكر أمراً، كنت نائماً وانا عاري وحلمت هذا الحلم، هل من مفسر؟!
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)