المقالات

يوم القدس العالمي...يوم التمهيد لدولة المستضعفين في الأرض  

1520 2020-05-22

عبد الكريم آل شيخ حمود ||

 

  بعد إنتصار الثورة الإسلامية المباركة في البلد الإسلامي الأصيل- إيران - وما رافقها من نقلة نوعية  تاريخية على الساحة الايرانية من خلال تغيير جوهر نظام الحكم من نظام طاغوتي ملكي  إلى جمهوري إسلامي اصيل، وتغيير المعادلة في المنطقة على صعيد المواجهه مع قوى الاستكبار العالمي لتتحول إلى مواجهة بين جبهة الإسلام المحمدي الأصيل التي رفع لواءها الإمام روح الله الموسوي الخميني طاب ثراه،  تلك الانتقالة النوعية التي اخرجت الصراع من اطاره القومي العربي الضيق إلى شمولية هذا الصراع ليكون صراع جبهة الاسلام المحمدي الأصيل ضد معسكر الشيطان الأكبر وربيبته دويلة إسرائيل اللقيطة؛ وهي النتيجة الحتمية التي أفشلت مخططات الطاغوت الأمريكي وقوى الاستكبار العالمي الذي كان يحلم بالهيمنة ومصادرة إرادة الشعوب ونهب ثرواتها؛فقد شكَّل إهتمام الإمام روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) بحركات التحرر في العالم بوجه عام والقضية الفلسطينية والقدس الشريف بوجه خاص منذ بداية هذا الإنتصار الكبير والملحمة الإلهية العظمى؛ وإعتبارها حجر الزاوية  في معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض المقدسات في فلسطين؛ وهي القضية المركزية بلا منازع والتي غابت عن واجهة الأحداث ، بفضل عمالة بعض الحكام العرب للغرب وامريكا وسعيهم وراء المشاريع الاستسلامية  تاركين قضية فلسطين و القدس الشريف تحت نير الإحتلال الصهيوني البغيض وسياسة الإستيطان العنصري دون أن يكون هناك أي تهديد للوقوف بوجه الغطرسة الصهيونية.

    فبعد إنهيار نظام الشاه العميل ونيل الشعب الإيراني المسلم حريته وإرادته من خلال خياره في الحكم الإسلامي والتحرر  من التبعية  لقوى الاستكبار العالمي وزعيمتها الولايات المتحدة الأمريكية؛أخذت الأحداث تنحى منحىً لصالح القضية الفلسطينية والقدس الشريف ؛إذ قامت ثلة طيبة من أبناء الشعب الإيراني المسلم برفع العلم الفلسطيني على سفارة دولة الكيان المسخ ؛ في الأيام الأولى للثورة واقتحام وكر الجاوسية المتمثل بسفارة الشيطان الأكبر من قبل الطلبة الثوريين السائرين على نهج الإمام وخطه المبارك ؛ عند ذاك كانت دولة ولاية الفقيه المباركة المحرك الواعي والأصيل المطالب  بتحرير القدس وجعلها عاصمة دولة فلسطين القادمة، ومنح الشعب الفلسطيني  حقوقه المشروعة في الحرية والانعتاق دون قيد أو شرط.

   ففي العام ١٩٧٩ كان العالم على موعد مع إنتصار الثورة الإسلامية في إيران ؛دعى الإمام القائد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه إعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، يوماً عالمياً لتحرير القدس الأسير من يد الصهاينة،هذه الدعوة التي وجدت اصداءاً واسعة في كل أرجاء العالم ، وبالخصوص لدى شعوب العالم الإسلامي فخرجت التضاهرات والمسيرات في أغلب مدن وعواصم العالم المنددة بالاحتلال وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل؛بعد أن تخلى أغلب حكام العرب عنه والهاء الشعوب العربية بالحلول الاستسلامية التي تكرس الاحتلال الصهيوني ؛ من خلال عقد اتفاقيات  الذل المنفردة في كامب ديفيد ومدريد وأوسلو وغيرها من مشاريع التسوية المذلة وفرضها على الشعب الفلسطيني الأعزل.

    فعند ذاك كان خيار الاستكبار العالمي هو إشغال الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحرب المفروضة من قبل خادم أمريكا والغرب والماسونية العالمية طاغية العراق صدام العميل، على مدى ثمان سنوات وبدعم عربي واضح وفرض حصار إقتصادي وتسليحي قاسٍ من قبل الأنظمة التي تأتمر بأوامر الصهيونية العالمية حيث فتحت ترسانات الأسلحة لدعم العدوان الصدامي على الجمهورية الإسلامية وكان المخطط واضح المعالم   فكان يرمي لإضعاف الشعبين المسلمين الجارين الإيراني والعراقي من خلال هذه الحرب القذرة لتمرير مشاريع الشيطان الأكبر في المنطقة؛ بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للكيان الصهيوني؛ واهم هذه الخطوات الشيطانية في الوقت الحاضر ، هي الخطوة التي طالما كانت تهدد بها من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بنقل سفارتها الى القدس واعتبارها العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني المسخ؛ففي الرابع عشر من مايس من هذا العام الماضي، وهي الذكرى السبعون لقيام الكيان الصهيوني الغاصب، وبمباركة قوى الاستكبار العالمي والصمت العربي المطبق، بل المؤيد والمبارك لهذه الخطوة،نقلت حكومة أمريكا سفارتها الى مدينة القدس متحدية بذلك الشعوب الإسلامية والعربيةً ،الذي كان التقارب الخليجي الفاضح مع الكيان الغاصب هي إشارة الواضحة على عمالة بعض الحكام العرب وبالخصوص أغلب دول الخليج الفارسي،تاركتا الشعب الفلسطيني يستجدي الدعم المعنوي من حكومات الدول العربية ولا مجيب وهو يتجرع ذل الاستعباد والعسف والتنكيل الصهيوني.

ليبقى نداء....... مرگ بر أمريكا

.........ومرگ بر إسرائيل، يصدح من حناجر الشعب الإيراني المسلم الأصيل الذي تحمل الشدائد والمحن من أجل رفع راية الله أكبر عالية حتى يأذن الله تعالى لبقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بالخروج المبارك، ليملأ الأرض عدلاً وقسطا بعدما ملئها عتاة الأرض وطواغيتها ظلماً وجوراً.

     السلام على الإمام روح الله الموسوي الخميني رائد الصحوة الإسلامية المباركة الذي قاد ثورة المظلومين والمستضعفين في العالم واهمها مظلومية الشعب الفلسطيني ؛ وقد ترك في ضمير الأمة أمانة تحرير القدس الشريف وفلسطين الحبيبة، في أعناق الأحرار في جميع أرجاء المعمورة.

   وليجدد بعد ذلك الإمام القائد علي الحسيني الخامنئي دام ظله نفس الشعار والسير بنفس الدرب الثوري الأصيل، ويجعله ماثلاً في ضمير الأمة بل يبقى جذوة ومشعلاً يحمله المستضعفون في كل بقعة يتواجد فيها المستكبرون؛ومعتبراً زوال هذا السرطان المستفحل من جسد الأمة هو أولى أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بل أسمى هدف إسلامي وانساني ليكون حقيقة، وليست مجرد شعارات تخديرية تطلق هنا وهناك يطلقها المترفون من حكام العرب صنيعة الاستكبار العالمي

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك