المقالات

الحرامي الطائر

1000 2020-05-23

هادي جلو مرعي

 

يحفل التراث الأدبي العربي بروائع القصص نثرا وشعرا عن الحمام. وفي الأدب الشعبي وصفت المرأة الجميلة بالحمامة.

يقول أبو فراس الحمداني يكلم حمامة وهو في محبسه:

أقول وقد ناحت بقربي حمامة

ألا يا جارتا لو تشعرين بحالي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة

ويسكت محزون ويندب سال 

آلاف القصائد والأغاني والقصص مادتها الحمام، وكان رفيق العشاق في حلهم وترحالهم، وكانت الجيوش تستخدم الحمام لنقل الرسائل والأخبار، لكن التطور اللافت في مسيرة الحمام التاريخية إنه اصبح مثل فيروس كورونا المستجد قادرا على تطوير قدراته وإمكاناته ليتلاعب بالحراس، ويخدع المسؤولين، وينقض على صوامع الحبوب في بلاد الرافدين ويسرق، ويطير بعيدا، فلاتدركه لجان النزاهة، ولارجال الشرطة، ولايقدر القضاء على إصدار مذكرات قبض بحق الحمام السارق.

هو تحول مثير بالفعل أن يطير الحرامي بعد أن ذهلنا من فلم الرجل الطائر الذي يظهر قدرات خارقة لرجل في مدن أمريكية، ويلفت الانظار آليه.

في صومعة حبوب في النجف تم الكشف عن جريمة مثيرة لإهتمام الرأي العام بقيام أسراب من الحمام بسرقة كمية من الحبوب تبلغ 750 طنا وهروبها الى جهة مجهولة. بينما أظهرت مقاطع فديو عملية إمساك ببعض الحمام الذي لايبدو إنه طار منذ أيام، وهو جائع للتغطية على الحرامية الحقيقيين الذين أفلتوا من العقاب.

من الصعب إدراك الحمام السارق لأنه طار بالمسروقات، ولاندري على وجه الدقة أين نقل تلك الكمية الكبيرة من الحبوب في ظل عدم اليقين بماتقوله السلطات العراقية التي لم تكشف عن إجراءاتها، حيث لم يتم إلقاء القبض على حمامة واحدة لعلها تعترف بالجريمة، أو توصل الى خيط من خيوط الجريمة ليطلع الرأي العام على حقيقة ماجرى في تلك الصومعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك