المقالات

الامام الخميني..اقتفاء اثر الانبياء  


جمعة العطواني ||

 

عندما فتح المسلمون مكة المكرمة وبداء الرسول الاعظم ببناء دولته الاسلامية بوحي من السماء، اخذ يخاطب جبابرة الدنيا من القياصرة والأكاسرة ويطلب منهم الدخول في الاسلام.

بالتاكيد لابد ان يتعاطى  أولئك القياصرة والأكاسرة (باستخفاف) مع تلك الدعوة، ومن قبل من؟

انه رجل يعيش في الصحراء، وبالكاد استطاع ان يؤسس له و( لجماعته) كيان في رقعة جغرافية، فكيف يحافظ على هذا الكيان من غزو الروم او الفرس، ثم يتجاوز كل ذلك ويطلب منهم الدخول في الاسلام؟

لكن بالتاكيد البعد الغيبي والتوكل على الله تعالى جعل الرسول الاكرم يتحرك من منطلق اليقين بالانتصار وتحقيق الهدف، متوكلا على الله( ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

حركة الامام الخميني (قدس) في ايران هي اقتفاء لحركة الرسول الاعظم في الجزيرة العربية انذاك.

فالسيد الامام بدا وحيدا إلّا من ثلة من المؤمنين بالله والإسلام وبمشروع الامام الخميني الرسالي، واثقين بنصر الله ايما ثقة.

انتصار الامام في ثورته بحد ذاته يمثل معجزة في عصرها ، ويد الغيب كانت حاضرة في كل خطوات السيد الامام، وإلّا اي حسابات مادية ترجح كفة ثورة الامام على نظام الشاه ، ولا توجد أوجه للمقارنة من حيث القدرات السياسيةِ والامنية والاجتماعية  بين نظام الشاه والسيد الامام، فاي حساب مادي يرجح انتصار ثورة الامام على نظام الشاه والأخير مدعوم من اكبر             دول العالم من حيث الهيمنة السياسيةِ والعسكرية والدعم المعنوي؟ فضلا عن ان بقية دول العالم التي لم تقف مع نظام الشاه بالتاكيد لا تقبل بالبديل الاسلامي، واي بديل اسلامي ؟ انه البديل الاسلامي الشيعي المبدئي الذي لم تخبره أنظمة العالم في كيفية التعاطي معه وباي براغماتية يمكن ان يتعامل ؟

بالنتيجة تحققت المعجزة و( فُتحت) ايران كفتح مكة ( انا فتحنا لك فتحا مبينا ).

لم يكتف ابن الرسول الكريم وحامل رسالته، ومجدد دينه ، لم يكتف بهذا المقدار من الفتح والانتصار، بل انه ارسل رسله الى زعيم نصف الكرة الارضيّة ، الرئيس السوفيتي ليعظه ويدعوه الى التوحيد والايمان بالله الواحد الأحد، وينبئه بنهاية النظام الشيوعي الملحد!

وبالتاكيد يتعاطى قياصرة وأكاسرة وفراعنة عصر الامام الخميني كما تعاطى فراعنة وأكاسرة وقياصرة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله، وبنفس الاستخفاف بتلك الدعوات.

فَجَيّشَ العالمُ جيوشه العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وشعارهم هو ( لا تبقوا لاهل هذا البيت من باقية، ولا تتركوا نظام الجمهورية الاسلامية  يلتقط انفاسه)، فدفعوا بنظام البعث المقبور في العراق ، وفَتَحَ ( عربان الخليج خزائن اموالهم)، و ارسل الغرب أحدث اسلحته وطائرات الايواكس  وكبار مستشاريه لدعم نظام البعث، وقال عربان الخليج لصدام ( منا المال ومنك الرجال)، بل ودفعوا برجالهم ايضا فكان السوداني والمصري حاضراً في المعركة، انها معركة الاحزاب او الخندق تتجدد في هذا العصر.

فكان الوعد الالهي ( ان تنصروا الله ينصركم) حاضرا في هذه المواجهة لتنتهي المعركة بين سِبْط الرسالة والرسول بانتصار يمثل امتدادا لانتصارات الاسلام في عهد الرسول.

وتتحقق نبؤات الامام الخميني لتنتهي غطرسة وكبرياء الاتحاد السوفيتي، وتتحول ثورة الامام الى دولة اسلامية حقيقية ( دولة المستضعفينَ في الارض)، وتحقق ما عجزت عن تحقيقه كل دول المنطقة مجتمعة من تقدم تكنولوجي وعلمي واقتدار عسكري واستقلال سياسي ، وتطور علمي واكتفاء ذاتي، رغم ظروف الحرب اتي عاشتها الجمهورية الاسلامية منذ بزوغ فجرها ، فضلا عن الحصار الاقتصادي الذي تعرضت له الجمهورية الاسلامية ولا زالت ، والذي يذكرنا بحصار شعب مكة الذي فرض على ال النبي واصحابه .

فاي حسابات مادية يمكن ان نذكرها في تحقيق هذا الإعجاز الذي تحقق على يد رجل سبعيني  العمر، لا يحمل غير سجادة الصلاة ونداء اشرطة الكاسيت .

لا يوجد اي حساب غير الحسابات الغيبية التي كانت تفيض على امام الامة الذي ذاب في الاسلام ذوبانا لم يرَ  ذاته في اي شيء فاستحق النصر، وكذلك فان هذاالامام هو استحقاق لشعب  مؤمن وثائر ومخلص لله ولدينه كالشعب الايراني ، فما بين استحقاق الامام الخميني لذوبانه  وايمانه بمشروعه الالهي ، ومابين استحقاقِ الشعب الايراني وسائر المستضعفين في الارض لشخص بوزن السيد الامام تحقق النصر، و( أُنجز ) الوعد .

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد الحلي
2020-05-27
حملت اسم الإسلام وأصبح اسمها إيران الإسلامية ولم تتجرأ دول العربان ان تسمي نفسها إلا باسم العنصرية التي يرفضها الاسلام . صمدت إيران الإسلامية وانتصرت بفضل الله وسيعلو شانها أكثر بفضل الله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك