المقالات

الديمقراطية الامريكية..والتمييز العنصري  

1736 2020-05-31

يوسف الراشد ||

 

ان ما يحدث اليوم في امريكا من اعتداء على مواطن زنجي ( اسود البشرة ) وهو اعزل من قبل البوليس بهذه الطريقة وامام انظار العالم وقد تناقلت وسائل الاعلام كافة هذه الصورة البشعة والمنظر المقزز لاحتقار واهانة البشر ايما يكون معتقدة او دينية او لونة او مسكنة .

ان هذه الديمقراطية المزيفة التي تدعي بها امريكية وتحاول تطبيق تجربتها على دول العالم في كوبا وافغانستان واليمن وسوريا والعراق قد اثبتت فشلها وزيف ادعاؤها وامامنا تجربة العراق منذ 17 عام وهو ينزف دما ودمارا وتخلفا برعاية الديمقراطية على الطريقة الامريكية.

ان التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها الولايات الامريكية والغضب الجماهيري وعمال شغب وسلب ونهب وحرق للمتاجر التجارية والمواجهات العنيفة مع قوات البوليس والامن الامريكية  بسبب الظلم والتمييز العنصري بين العنصر البشري الابيض والمواطن الامريكي الاسود .

وهذا ليس وليد هذه المرحلة بل منذ مئات السنين يعانون المواطنون السود من هذا التمييز في الحقوق الواجبات وقد كشف الرئيس الامريكي ترامب عن انيابه متحدياً العالم بتوجيه المليشيات البيضاء و الحرس الوطني بإطلاق النار بقسوة لخمد العنف الثوري في أمريكا.

أمريكا اليوم تائهة ومتخبطة وتتعرض لفضيحة وسيمرغ أنفها في التراب وهي تواجهه مواطنيها بالعنف وعدم احترام حقوق الانسان وحقوق المتظاهرين وعلى المنظمات والهيئات الدولية ان تدين و بشدة الاعتداء الوحشي من قبل البوليس الامريكي ضد المتظاهرين ... فالمظاهرات حق كفله الدستورالدولي  وما ثورتهم هذه الا ثورة مطالب عن الكف عن التمييز العنصري بين الاسود والابيض    .

ولو اجرينا مقارنة بين اندلاع احتجاجات تشرين ٢٠١٩ في العراق ودخول المندسين بين المتظاهرين الذين قاموا بالاعتداء على القوات الامنية العراقية من حرق وقتل  ورمي قناني الملتوف وتعرض رجال الشرطة للاصابات والجروح وقطع طرق وحرق الاطارات ومنع الطلاب وموظفي الدولة وتعطيل الحياة العامة .

وقد واجهتهم الحكومة بالصبر والحكمة في حين كانت امريكا وبعض الدول الغربية تخرج يوميا ببيانات تساند تلك التصرفات وتهاجم القوات الامنية لهتك لحقوق الإنسان وقمع الديمقراطية ،، وبين مايجري الان في امريكا الراعية للديمقراطية واندلاع الاحتجاجات ضد قتل الشاب ذو البشرة السوداء  وبصورة قاسية جدا ولم تحاسب القاتل بل وفرت له حماية ولتثبت امريكا انها كاذبة بادعائها الانسانية والحرية وتعاملت مع متظاهريها بقسوة كبيرة .

ان تصاعد الإحتجاجات ضد السياسات الرعناء للإدارة الأمريكية ورئيسها ترامب ونتيجة ترادف المآزق الداخلية والخارجية وآخرها الفشل الحكومي الذريع في التعاطي مع جائحة كورونا وتداعياتها على الصحة العامة وتصاعدت معها حملاتُ الإحتجاج والإستنكار لأساليب القمع الوحشية والاعتداء على مواطنيها والفوضى والارباك  التي تقابل بها السلطاتُ الحكومية أبناءَ شعبها.

وقد حان الوقت الان لتسجيل الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب العالمي دون تأخير فانها الممول الاول للارهاب وللجماعات المتطرفة فهي تقوم بتدريبهم وتمويلهم بالسلاح والمعدات والمال ونقلهم بين الدول بين افغانستان وسوريا واليمن والعراق .

واصبح واضحا للعيان .... للمواطن العراقي والنخب السياسية والمثقفين اين ما تحل امريكا يحل معها الدماروالخراب والتخلف والتمييز العنصري ولابد من اتحاد كل القوى الوطنية العراقية والنخب السياسية والاتحادات والمنظمات المهنية والحكومة والبرلمان ووزارة الخارجية للخروج بموقف موحد ومطالبة هيئة الامم المتحدة والمحكمة الدولية والدول الصديقة للاسراع بخروج القوات الامريكية من العراق  .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك