يوسف الراشد ||
ان ما يحدث اليوم في امريكا من اعتداء على مواطن زنجي ( اسود البشرة ) وهو اعزل من قبل البوليس بهذه الطريقة وامام انظار العالم وقد تناقلت وسائل الاعلام كافة هذه الصورة البشعة والمنظر المقزز لاحتقار واهانة البشر ايما يكون معتقدة او دينية او لونة او مسكنة .
ان هذه الديمقراطية المزيفة التي تدعي بها امريكية وتحاول تطبيق تجربتها على دول العالم في كوبا وافغانستان واليمن وسوريا والعراق قد اثبتت فشلها وزيف ادعاؤها وامامنا تجربة العراق منذ 17 عام وهو ينزف دما ودمارا وتخلفا برعاية الديمقراطية على الطريقة الامريكية.
ان التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها الولايات الامريكية والغضب الجماهيري وعمال شغب وسلب ونهب وحرق للمتاجر التجارية والمواجهات العنيفة مع قوات البوليس والامن الامريكية بسبب الظلم والتمييز العنصري بين العنصر البشري الابيض والمواطن الامريكي الاسود .
وهذا ليس وليد هذه المرحلة بل منذ مئات السنين يعانون المواطنون السود من هذا التمييز في الحقوق الواجبات وقد كشف الرئيس الامريكي ترامب عن انيابه متحدياً العالم بتوجيه المليشيات البيضاء و الحرس الوطني بإطلاق النار بقسوة لخمد العنف الثوري في أمريكا.
أمريكا اليوم تائهة ومتخبطة وتتعرض لفضيحة وسيمرغ أنفها في التراب وهي تواجهه مواطنيها بالعنف وعدم احترام حقوق الانسان وحقوق المتظاهرين وعلى المنظمات والهيئات الدولية ان تدين و بشدة الاعتداء الوحشي من قبل البوليس الامريكي ضد المتظاهرين ... فالمظاهرات حق كفله الدستورالدولي وما ثورتهم هذه الا ثورة مطالب عن الكف عن التمييز العنصري بين الاسود والابيض .
ولو اجرينا مقارنة بين اندلاع احتجاجات تشرين ٢٠١٩ في العراق ودخول المندسين بين المتظاهرين الذين قاموا بالاعتداء على القوات الامنية العراقية من حرق وقتل ورمي قناني الملتوف وتعرض رجال الشرطة للاصابات والجروح وقطع طرق وحرق الاطارات ومنع الطلاب وموظفي الدولة وتعطيل الحياة العامة .
وقد واجهتهم الحكومة بالصبر والحكمة في حين كانت امريكا وبعض الدول الغربية تخرج يوميا ببيانات تساند تلك التصرفات وتهاجم القوات الامنية لهتك لحقوق الإنسان وقمع الديمقراطية ،، وبين مايجري الان في امريكا الراعية للديمقراطية واندلاع الاحتجاجات ضد قتل الشاب ذو البشرة السوداء وبصورة قاسية جدا ولم تحاسب القاتل بل وفرت له حماية ولتثبت امريكا انها كاذبة بادعائها الانسانية والحرية وتعاملت مع متظاهريها بقسوة كبيرة .
ان تصاعد الإحتجاجات ضد السياسات الرعناء للإدارة الأمريكية ورئيسها ترامب ونتيجة ترادف المآزق الداخلية والخارجية وآخرها الفشل الحكومي الذريع في التعاطي مع جائحة كورونا وتداعياتها على الصحة العامة وتصاعدت معها حملاتُ الإحتجاج والإستنكار لأساليب القمع الوحشية والاعتداء على مواطنيها والفوضى والارباك التي تقابل بها السلطاتُ الحكومية أبناءَ شعبها.
وقد حان الوقت الان لتسجيل الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة الإرهاب العالمي دون تأخير فانها الممول الاول للارهاب وللجماعات المتطرفة فهي تقوم بتدريبهم وتمويلهم بالسلاح والمعدات والمال ونقلهم بين الدول بين افغانستان وسوريا واليمن والعراق .
واصبح واضحا للعيان .... للمواطن العراقي والنخب السياسية والمثقفين اين ما تحل امريكا يحل معها الدماروالخراب والتخلف والتمييز العنصري ولابد من اتحاد كل القوى الوطنية العراقية والنخب السياسية والاتحادات والمنظمات المهنية والحكومة والبرلمان ووزارة الخارجية للخروج بموقف موحد ومطالبة هيئة الامم المتحدة والمحكمة الدولية والدول الصديقة للاسراع بخروج القوات الامريكية من العراق .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha