كندي الزهيري ||
دعم امريكا لسنوات طويلة الانظمة العربية الفاسدة ، وما ان رات بأن اوراق هؤلاء الرؤساء احترقت ، سرعان ما تخلت عنهم ، فساعدة على دعم تلك الثورات العربية والاطاحة بهم ، بعد ذلك حولت امال تلك المظاهرات وربيعها إلى خريف من أجل مصالحها فدمرت سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها ، على حساب مصالحها الشخصية اي ليس المهم العراب انما المهم ارض العرب .
اليوم تتسع عمليات القتل والتخريب ليس في جزاء محدد انما في مجمل الارض الولايات المتحدة الامريكية، لتصل شرارتها إلى كندا ،مع ان هناك انباء تتوقع الوصول تلك الشرارة إلى المكسيك والبرازيل .
ما شاهدناه من المقاطع الفيديوهات بأن السلوب الذي حدث في مواجهات مصر ابان حكم حسني مبارك نفسه يتبع اليوم من قبل ترامب ،من دهس بواسطة السيارات الشرطة إلى القتل والاعتقالات كلها طبق الاصل عن احداث مصر .
وما زاد الطين بلة بأن هناك مواجهات بين الاعلام وترامب حيث اعتبرهم بأن الخارجين عن القانون و ما هم الا مخربين مهمتهم ادارة الفوضى في أمريكا ،وهذا ما صرح به الكثير من اعضاء حكومة .
واذا عدنا قليلا إلى الوراء حول استخدام الدخانية وكيف صرح الخارجية الأمريكي بأن هذا مخالف للقانون وعلى الحكومة العراقي أن تعاقب من يستخدمه ، أمس استخدمه القوات الأمنية الامريكية نفس الطريقة معتبرتا ذلك حق من أجل الدفاع عن الممتلكات العامة .
أشرنا سابقا في إحدى مقالاتنا بأن امريكا اي تأثير اقتصادي او امني داخلي سيفتتها ويجعل من ولايتها تعود إلى زمن الكابوي وقطاع الطرق ،اذا أضفنا عامل اخر وهو عامل الطبيعة التي تخشاه امريكا لكونها معرضة للخطر الفيضانات والاعاصير في اي وقت من السنة ،وخاصتا اذا حدث ذلك في ضل وجود ازمة مالية تخنق الحكومة الامريكية التي أدت بدورها إلى تسريح الاف العاملين وجعلهم عرضة البطالة .
السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستنجح المظاهرات من الاطاحة بحكومة ترامب ام لا ، اذا اخذنا بالاعتبار تصريح بومبي الشديد الهجة إلى الكيان الصهيوني بأن اي تعاقد مع الصين ستفقد إسرائيل مئات المشاريع المشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية وهذا قد يفسر بأن الوبي الصهيوني في أمريكا كان له الدور في هذه الاحتجاجات .
إذن استمرار هذه المظاهرات مرهون باستغلال أمرين : استغلال علامي موجه للشعب الامريكي كما تفعل القنوات الأمريكية حول اي تحرك في بلدان العالم وكيف تحرك الشارع وتدير الحداثة ، وتدخل الدول ذات الاستفادة المباشرة مما يحدث في الولايات المتحدة الامريكية كون ذلك يصب في مصلحتها اذما تحركه لدعم تلك المظاهرات .
مع ذلك ربما يستقر الوضع او تتحرك أمريكا إلى تحريك الازمة وتحويلها من داخليا إلى خارجيا ،وخاصتا في منطقتين الخليج العربي او الصين .
فكل شيء وارد وغير مستبعد ،يبقا السؤال الأهم كيف نستفاد نحن كمحور مقاومة من ذلك ؟ وما مدى جاهزيتنا الاي ضرف طارئ او تغير قد يحصل في العالم ؟. ليس من مصلحتنا الكتفاء والتفرج فقط ...