كندي الزهيري||
في ذلك الوقت وفي اوج الفتنه والفوضى قل الناصر وتلاعنت الناس ،حتى اصبح كل منهم يشتم الاخر ، ارادوا ان يحرقوا دولة علي عليه السلام ، لكن شاء الله ما شاءت الأقدار بأن يجعل سيفهم بنحرهم .
كنا قد وصلنا إلى درجة اليأس والخوف من كثرة عدونا وقلت عددنا ، فلم نجد مكان نلتجأ اليه سوى ضريح الامام علي عليه السلام وتلك الشيبة المباركة ، فرفع يده ورفعنا معه إلى السماء مرددا ذلك لدعاء الذي هز كيان المستكبرين والظالمين فنادى (( اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُنْضِيَتِ الْأَبْدَانُ، اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ الشَّنَآنِ وَ جَاشَتْ مَرَاجِلُ الْأَضْغَانِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، فَفَرِّجْ عنا يَا رَبِّ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَ نَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ”)). فما كان من الله عز وجل إلا أن يستجيب لتلك الشيبة المباركة ، فأرسل عليهم من صنع ايديهم فايروس لا يعرفون له علاج فضرب كل كذاب مفتري ظالم وليزيد الله عز وجل عليهم بضرب الاقتصاد التناحر فيما بينهم لتشتعل دولهم وحدة تلوى الاخرى .
نعم أرادوا بقوتهم وجبروتهم ان يمحوا بيت أولياء الله فجعل كيدهم في نحورهم . ان قطرة دم عند الله اغلى من بيته فما بالك اذا كانت تلك القطرة تشهد بالوحدانية اليه ولتكبير له ، اعزها الله ورد الشامتين .
اليوم ان كنا من الشاكرين علينا أن نحرر انفسنا من العبودية والتوجه إلى الفرج والخلاص من هذا السجن بتراحمنا وتوحدنا خلف هذه الشيبة وهذا خير شكر له .
ان فرجنا مرهون بتغير انفسنا حتى يغير الله ما بنا من سوء وواقع مر، فيظهر ذلك النور فنستظل تحت ظله ، اسياد على العالم بالعدل والإحسان.
وهذا التغير يتطلب منا الاستعداد النفسي والروحي ولعقلي ، نعم قد نمر بمنعطفات خطيرة أخرى ، لكن الامل بمدى وعينا والتزامنا لتلك التعليمات من قبل المرجعية العليا.
وعلموا اليوم العالم انقسمت الى قسمين الاول مع الإمام علي عليه السلام وتحاول لتمسك به وتطيق مبدأ العدل والانتظار المخلص الموعود ، والثاني حليف بكل ما يملك مع الشيطان ويبحث عن تطبيق عولمة من أجل كسب رضاه ولحفاظ على المكاسب الشخصية التي بنيت على مصائب واوجاع الناس .
وانتم احرار فيما تخيرون به انفسكم ...