المقالات

مجلس النواب.. لائحة اتهام دستورية!!  


مازن صاحب ||

 

بعد عقود من الحكم المركزي الشمولي .. جاءت الديمقراطية بنظام برلماني متفق عليه بين احزاب المعارضة العراقية في مؤتمراتها في صلاح الدين وفي لندن وفق قانون تحرير العراق الصادر عن الكونغرس الأمريكي ... السؤال ما الذي قد تغيير في مستقبل الأجيال العراقية المقبلة وفق منظور الافعال لا الاقوال لممثلي الشعب في مجلس النواب:ومن الجهة التي تحاسب السلطة التشريعية عن هذا الفشل المتوالد في العملية السياسية برمتها؟؟؟

ربما يقول أحدهم أن معيشة العراقيين اليوم قد تطورت وغادرت هموم ضنك العيش في أيام الحصار ..  فالرواتب اليوم في بحبوبة حتى بات عامة العراقيين يسافرون للسياحة أو الاصطياف سنويا !!

وربما يقول آخر ان معدل الحاصلين على الشهادات العليا قد تصاعد .. وان التعليم الاهلي شهد طفرة نوعية !!

كل ذلك وغيره يمكن الرد عليه بعبارة واحدة .. أن ما دخل من ثروة للعراق ما بعد 2003 تعادل موازنات اكثر من 5 دول عربية !!

لكن الحقيقة الغائبة حتى الآن عن الذوات الافاضل الذين تصدوا لعضوية مجلس النواب وقيادات ذات الاحزاب التي وقعت اتفاق لندن برعاية زلماي خليل زادة الذي هندس الفوضى الخلاقة لإدارة نموذج متجدد لمفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة .. ما زال يطبق باتفاق جميع الاحزاب .. ولم يدق حتى اليوم جرس بناء دولة الحكم الرشيد والجودة الشاملة على الرغم من تكرار الاقاويل عن هذا الموضوع في ندوات حوارية ومؤتمرات علمية وبرنامج التوك شو التلفازية .. حتى باتت الفجوة بين الاقوال والافعال ما بين السماء والارض!!

وللتذكير عسى أن تنفع الذكرى احزاب مفاسد المحاصصة .أن أول معالم هذه الفجوة تتجسد في السلم المجتمعي الذي رفض كل اجندات الاحزاب المتصدية للسلطة في تقسيم العراق إلى نظام مكونات طائفية وقومية لكن إصرار الاحزاب على تطبيق نظام المكونات نفى صفة المواطنة في أبسط حقوق الانسان من خلال التهميش المقصود عبر وسائل فجة في تطبيقات مفاسد المحاصصة وعنوان مصدرها ما يوصف بالاستحقاق للمكونات في تغانم السلطة .

ثاني هذه المعالم أن الكثير من الذوات الافاضل أعضاء مجلس النواب في مختلف الدورات البرلمانية  يلتزمون بمواقف قيادات الاحزاب الذين لا يغادرون اتفاق لندن لتقسيم السلطة طائفيا وعرقيا فيما يخرجون أمام الشعب / جمهور الناخبين/ على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي رافضين لهذه السياسات الطائفية .  بالطبع اسال من يصوت على كل هذا الكم من القوانين أليس أعضاء مجلس النواب ؟؟

ثالث معالم هذه الفجوة أن راس المال السياسي لمن يفترض به التصدي للسلطة التشريعية الالمام بالحد الأدنى من معايير الحكم الرشيد .. فيما تظهر الكثير من التصريحات والاقوال المتضاربة من أعضاء مجلس النواب عن تلك القوانين المتسرعة او التي تتعامل عاطفيا مع قضايا ظرفية لعل ابرزها قوانين العدالة الانتقالية فيما لا يتم الاهتمام بالرقابة التشريعية على ملفات الفساد السياسي الكبرى .. والتي أصبحت مادة دسمة للكثير من أعضاء مجلس النواب الحاليين والسابقين  في برامج التوك شو التلفازية حين يظهرون وكانهم محللين يتحدثون عن ملفات هم غير مسؤولين دستوريا عن إنفاذ القانون ومحاسبة المفسدين !!

رابع هذه المعالم وهو أسوأ نموذج حينما تتسارع خطوات مجلس النواب هذا يريد خلع سترته لينزل مع المتظاهرين .  وذاك يركب صخب التظاهرات .. فيما ساد الصمت بعد اتفاق متجدد إعادة لوثيقة لندن لتكون قاعدة مفاوضات لاعادة صياغة العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد .. وبقيت فقط تصريحات متعارضة ومتشابكة تبحث عن معقد شاغر في العربة الأخيرة من قطار العملية السياسية ما بعد المفاوضات القريبة المقبلة .

هذا غيض من فيض ما يتطلب من النخب والكفاءات الأكاديمية والمثقفة القانونية خاصة أن تعمل على صياغة لائحة اتهام دستورية تبين القضاء اوجه التقصير للسلطة التشريعية بحق من اغمس اصبعه في الحبر البنفسجي .. والعمل على إعادة صياغة واقعية تساوي بين المنفعة الشخصية للمواطن الناخب وبين المنفعة العامة للدولة العراقية بادوار مطلوبة بالافعال لا الاقوال كواجب وطني  للسلطة التشريعية ولله في خلقه شؤون!!

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك