يرى الطغاة، أن صنع سجن كبير للشعب أمر سهل، معتقدين أنه المكان الوحيد لضمان جبروتهم، غير مدركين لحقيقة كبرى وهي طاقة السجين الحر التي لا تنضب أبداً، وتمثل سر خلوده في الحياة والممات، على أنه مجاهد من الدرجة الأولى، ويكتسب الدرجة القطعية في الولاء والعقيدة، خصوصاً مع تناغمها لمبادئ القضية الإنسانية العظيمة، في الحرية والكرامة، فالأمر بغاية الروعة، وهذا ما يراه الأحرار في البحث عن حريتهم الحمراء، رغم وجود مَنْ يبرر للطغاة جبروتهم، وسطوتهم، وقمعهم بحجج واهية. قال المفكر العربي الراحل محمد حسنين هيكل: (ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفئ شمعة، لكنه يستطيع عندما يتحالف مع هبة ريح)، نعم إنه الفاسد عندما يتحالف مع الشيطان، ينتج من هذا التحالف أزمات بأنواعها: السياسية، والثقافية، والأمنية، وآخرها اقتصادية، منفذة بطريقة هوليودية، وفق أحدث التقنيات الحديثة، من أجل العودة بالبلد الى الهاوية. عملية التغيير، صعبة ومعقدة جداً، يراد منها وضع العراق على جادة الحرية، وفق متبنيات قوية، واضحة صادقة، لكنها محفوفة بالمخاطر والتضحيات، وهذا ما دفعنا ثمنه من شهداء بعمر الورود، مما ولد تراجعاً، عند بعض الأطراف، حيث تبدي خوفها، من أعمال الحكومات السابقة الفاشلة، بعد أن خرجت الجموع مناديه بالعدالة، وهي ترفع كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ومنها الى عراق عادل معتدل رغم صعوبة الامر، وتعقيداته المدروسة، من ساسة نصفهم نصابين من الطراز الرفيع. الإصلاح الحقيقي قلناه، ونعيده ألف مرة عسى أن يفهموا معناه، وهو التغيير الجذري للوجوه الفاسدة، ومحاسبتها، وتهديم الدولة العميقة التي أسسوها، من قبل زمرة من الفاسدين، حين تسنموا مناصب، بدءاً من مدير عام، وهيئات مستقلة، الى وكيل وزير، فصنعوا عصابات منظمة وحيتان، لسرقة أموال الشعب، وأصبحوا بنياناً مرصوصاً أسه المال الحرام، أحدهم يحمي الآخر ويتستر عليه، فعند محاسبتهم سيتهدم بنيانهم، وتُقص أجنحة الأحزاب، والوزراء الفاسدين، وستكون الوزارة نقمة عليهم، وليس نعمة. ختاماً: أحرف عظيمة تلك التي أنزل الباريء عز وجل في قرآنه الكريم لينذر قوماً جاهلين وكم من العظمة والدهشة في آن واحد إكتسبتها حروف الباء والدال في مقارنة بين كلمات تمثل معسكر المظلومين والمعدومين (الدعاء والبكاء) وبين معسكر القتل والسرقة الذي مثله سياسيين اليوم (الدهاء والبغاء) إنها ملحمة ثورية سيخلدها سلاح المظلومين وينتصروا وسوف تقبح الطغاة فينهزموا!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)