رأفت الياسر ||
واحدة من أبرز الأسباب التي تحول بين الإنسان وبين وصوله الى الحقائق هو النظرة المسبقة للمسائل او مشكلة الدوافع عند تقييم الاشياء.
ولاية الفقيه (المرجعية التنفيذية او المطلقة) واحدة من المسائل المصيرية بحياة الانسان و التي هي بمنزلة الامامة بزمن اهل البيت عليهم السلام
التي تعرضت للظلم نتيجة الدوافع السلبية اتجاهها.
الدوافع هنا مختلفة ومتشعبة فمنها الدافع الوطني , الدافع الطائفي , الدافع الحزبي , الدافع المرجعي والخ.
فمثلا البعض يرفض ولاية الفقيه لأن سلطتها متجذرة في الجمهورية الإسلامية وربما سيكون معها لو كانت في العراق!
وهذا وهن عقائدي ومنطقي واضح.
فماذا لو كان المرجع الذي تُقلده يسكن في إيران هل ستحبه كما لو كان عربياً او يتخذ العراق وطناً؟
ماذا لو كنتَ في عصر أحد الائمة عليهم السلام ودارت الامامة بين الخليفة الالهي وبين اخيه وكنت مقرباً من أخيه؟
وهذا المسار تكرر كثيراً في تأريخ أهل البيت عليهم السلام.
حيث نافسهم أحياناً إخوانهم في النسب على الإمامة وشقوا عصا الشيعة.
وهنا أناقش الدافع المرجعي قطعاً
فماذا لو كنت عاشقاً لأحد المراجع حفظهم الله جميعاً وكان عشقك هذا حائل بينك وبين فهم ولاية الفقيه بشكل صحيح؟
تطهير الدوافع مهم هنا كثيراً، فكما قلت هذه مسألة خطيرة تدور حول قيادة الأمة كل الأمة وليست جزءا فيها.
فواحدة من المسائل التي ضعّفت دور الائمة عند إتباعهم هو رغم مقبوليتهم الإجتماعية فكان بعض الناس يتعاملون مع الإمامة كأنها مسألة عابرة شأنها شأن ولاية الفقيه اليوم وزهد الكثير فيها لذلك.
وهنا يجب أن نأخذ بنظر الإعتبار أن الأئمة لا يحضون بهذا التقديس في حياتهم كالذي نقدسه لهم الان الا من القلة فكانوا يعيشون بين الناس ويتعرضون للاساءات احياناً
فيعني حجم الزهد فيهم وفي دور الامامة كانت كبيرة الى حدا ما اذا ما قيست بولاية الفقيه.
البعض أحياناً ينزعج من ولاية الفقيه بسبب مساوئ بعض أتباع الولاية وهذه مشكلة بالتقييم أيضاً.
فهل نبرر لغير المسلمين عدم دراسة الإسلام وفهمه و البحث عن الله سبحانه نظراً لوجود ناس سيئون كداعش مثلا؟
فأهمية ولاية الفقيه لا تقل عن أهمية الإمامة فكلاهما يدوران في نفس الشأن وهو قيادة الأمة وخلافة الله سبحانه بغض النظر عن الفارق التكاملي بين المعصوم و غير المعصوم ولكن كلاهما مؤتمنان على الرسالة.
بمناسبة وفاة الامام الخميني مُحيي ولاية الفقيه أدعو الجميع الى دراسة ولاية الفقيه بوصفها نظرية مجردة تستحق النظر.
كما ادعو الجميع أيضاً الى دراسة النظريات الاخرى كالمرجعية التقليدية وما شابه.
لإن إهمال هذه المسائل يقيناً هو السبب الرئيسي خلف تخلف الأمة وتشرذمها.
6/3/2020م
ذكرى وفاة روح الله الامام الخميني "قدس"
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)