🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
[ واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا ]
نحن ليس بصدد مايعبر عن المكان في القران الكريم ، كون ذلك الدستور تناول لفظ المكان بتعابير عدة منها : الموضع ، المحل ، بدل ، المنزلة ، الى اخره.
وانما مقصودنا هنا التعبير عن المكان الذي هو الوعاء الحامل للاحداث ونقطة سير الشخصيات فلا يقوم حدث أو يتطور أو تتحرك شخصية معينة إلا داخل مكان محدد وهذا يعني حتمية وجوده .
مع الاخذ بعين الاعتبار التلازم بين الزمان والمكان .
محل الشاهد : بعد ان بينا في مقالة التوقيت الخاطئ كيف يكون لزمن مدخلية في نجاح او فشل المشاريع الاصلاحية الشمولية ، كان لزاما علينا ان نكمل الكلام عن العامل الاخر والمتعلق الاخر الذي له مدخلية بفشل المشاريع الاصلاحية إلا هو اختيار المكان الخاطئ .
ذلك بلحاظ ان اي مشروع يحتاج لنجاحة الى توفير الادوات التالية :
اولا : القائد
ثانيا : القاعدة
ثالثا : الهداف والموضوع
فعند التركيز على تلك الادوات من ناحية متى وكيف يكون اختار المكان الخاطئ سببا بفشلها من جهة ؟
ومن جهة اخرى السؤال الذي يفترض ان نتسائله ماهو الفرق من ناحيت التأثير اتجاه فشل المشاريع الاصلاحية بين التوقيت الخاطئ والمكان الخاطئ
الجواب : قلنا بالتوقيت الخاطئ كانت وحدة الزمن ضرورية الوجود ، لنجاح مشروع الاصلاح ، وملزمة وشرط لتحقق النجاح ، وعدم تسجيل الفشل ، بل كان عدم العناية بها عنوان الفشل بالنسبة لمشاريع الاصلاح عبر التأريخ .
ولذلك هناك الزمنا وحدة الزمن واعبرناه التوقيت الناجح عند انطلاق المشروع الاصلاحي من جهة ظهور القائد والقاعدة والاهداف والموضوع دون الفصل بينها بالزمن .
بينما المكان لايلزم ولايوجد فية هذه الوحدة .
فمن الممكن ان يكون اعداد القائد بمكان والقاعدة بمكان مع ربط الموضوع الاصلاح بهما ، بل وبالامكان ان يجري الاصلاح على هذا نحو من اختلاف المكان ولكن بشرط ان تتناسب توجيهات القائد مع اختلاف المكان بما يناسب الارضية والمكان للقاعدة .
ولكن مع اسقاط وحدة المكان لايسقط عين اختيار المكان لان اختيار الحاظنة الخطأ يسبب ايضا بفشل المشاريع الاصلاحية وكما قال : ( لكل مقام مقال ) .
محل الشاهد :
وان الدين الاسلامي في المنظومته السياسية ، قد اعطى الاهتمام الكبير لهذا الامر وهو تحيد المكان من جهة اعداد القائد ( الرسل والانبياء والاوصياء والاولياء ) ، والقاعدة والانطلاق العناية الدقيقة .
وامامكم اشارات عدة بالقران الكريم والسنة النبوية تثبت ذلك الامر .
كما ان القضية المهدوية كانت قد اهتمت واكدت على الاهتمام بالمكان للمشروع الاصلاحي الشمولي العالمية للامام المهدي ( عليه السلام ) .
وهذا كان اضحا ، عندما اختير العراق و لاسباب عديدة وضمن المقومات الخاصة ليكون عاصمة لدولة العدل الالهي ضمن اختيار الهي رباني يكشف للعالم عظمة هذه البقة من الارض المباركة
فسلاما على العراق وشعبه ، مكان انطلاق الخير للعالم اجمع
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha