المقالات

الكاظمي بين الزناد والقادح ..!؟


صـبـاح زنـگنـة ||

 

في الفترة السابق كان اكثر ما ولّد القلق في المجمع العراقي هو الغموض السائد والسؤال الحائر بين اجوبة منفلته: "الى من يميل الكاظمي"؟.. هل هو نتاج امريكي ام صناعة ايرانية ؟ ام هو نتاج بين الضاغط على الزناد و المستفيد من نتاج القادح؟ وهل سيكون له دور في انهاء الخلاف في المنطقة والخليج ؟.

هناك من يعتقد ان إيران ساهمت في تشكيل حكومة الكاظمي, بدليل ان ايران اول المهنئين  لحكومة الكاظمي عبرتغريدة  لـ ايرج مسجدي سفير ايران لدى العراق وادلة سياسية اخرى تساق من بينها  التنازلات التي اعطتها الكتل الشيعية وحالة الانبطاح الملفت !!

 إيران  بيّنت  انها عملت الكثير لإنقاذ القوى الشيعية في العراق, إلّا أنّ رغبات البعض أفشلت جهدها في هذا الاطار .. فهل هو فشل شيعي ام تكتيك ايراني في معركة دبلوماسية خطيرة مع الولايات المتحدة؟ 

 او لربما يوعزون ان الرضا الايراني لحكومة الكاظمي كان واضحا عند  زيارة رئيس المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني الى  رئيس المخابرات العراقي والمرشح  الثانوي لرئاسة الحكومة "مصطفى الكاظمي"   ببغداد  قبل شهرين من تنصيبه عندما ابلغ شمخاني "رغبة بلادهه في تشكيل حكومة عراقية قوية وفاعل"،علما  ان الزيارة جاءت في وقت كانت فيه الاضواء  مسلطة على مرشح كتلة النصر عدنان الزرفي من انه هو من سيحظى بالتكليف وليس الكاظمي!.

 اللافت في الامر ان سياسة امريكا كانت واضحة عندما شددت الضغط باتجاه اختيار شخصية مدنية كالكاظمي ، وكانت الرسالة المسربة ( واضحة المعالم )والتي نفتها السفارة الامريكية لاحقا كانت ملئية بالتهديدات والوعيد عندما قالت على لسان سفير الولايات المتحدة في العراق : " كأصدقائكم وشركائكم  في السنوات الـ 17 الماضية ، نشعر بقلق بالغ من أن العواقب على العراق كدولة وعلى الشعب العراقي ستكون مدمرة إذا لم تتم الموافقة على حكومة السيد مصطفى الكاظمي.  إذا تم تشكيل الحكومة فسوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدة العراق على مواجهة المشاكل المقبلة. " !!

على الرغم من السفارة الامريكية  نفت الرسالة الا ان الكواليس كانت حبلى بالتهديدات الامريكية للاحزاب الشيعية للموافقه على المرشح المدني الجديد .

نيويورك تايمز رأت : ان الكاظمي المدعوم أمريكيا هو الحل الراهن لإيران ويمكن ان يكون قاسيا مع الولايات المتحدة وان يحصل على المزيد منها للعراق .

وولي العهد السعودي في اتصال هاتفي مع الكاظمي اول من وجه له دعوة لزياره المملكة ويقول ( ان بإمكان العراق ان يلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة ).

من هنا يتضح ممن الضاغط  ومن المستفيد من حكومة الكاظمي !؟

 ايران ترى بأنها تعمل باستراتيجية ثابتة و صريحة تجاه العراق و المنطقة  غير قابلة للتغيير اذا ما تغير رئيس الجمهورية ،على خلاف ماهو عليه حال الولايات المتحدة حيث تعتمد ايران سياسة الاحتواء الذكي والولايات المتحدة تستخدم التصادم العنيف !  

الواقع السياسي والمجتمعي في العراق اصبح جزءً من المشاكل العالقة بين امريكا وايران هذا امر طبيعي نتيجة صراع  الارادات في منطقة النفوذ  .

فالكاظمي يمكن ان يستبدل الوجود الامريكي  المقلق في العراق بـ حلف الناتو وعندها سيكون قد ارضى ايران من  دون ان يسخط امريكا !، وممكن ان نشهد تغيرات بالموقف الأمريكي اتجاه العراق فيما يرتبط  بالعقوبات المفروضة على ايران وتخفيفها  من اجل دعم الكاظمي.

هناك من يعتقد ان المكلف أمريكيا يبحث عن علاقة مع ايران أهو افضل بكثير من ايراني يبحث عن علاقة مع امريكا للخروج من مأزق الصراعات الحاصلة  فهو يعتقد ان ايران في الخيار الأول  لن تتحول  الى دولة معادية  للعراق كما فعلت  كثير من دول جوار العراق  او بعض الدول الخليجية  ذات العقلية الطائفية ، فالعلاقات مع ايران ممكن لتقويتها والتدخل بينها وبين امريكا لكسب ود  ايران لصالحه العراق دون ان تشعر الولايات المتحدة بالخسارة 

والمفارقة الغريبة ربما الشيء الوحيد الذي تحقق هو "تغيير رئيس وزراء قريب من إيران الى رئيس وزراء أبعد منها أوقرب الى الولايات المتحدة ، فطالما ركّزت الشعارات التي رفعها  وصدح بها المتظاهرون بشكل لافت منذ انطلاق تظاهراتهم على رفض التدخل الإيراني! من دون الاشارة الواضحة الى التدخل الامريكي  ، وقد أشار استطلاع للرأي الى أن نسبة الشعارات التي رفعها المتظاهرون ضد إيران أكثر من 80% بينما كانت 20% منها ضد أمريكا" !!.

بعيدا عن الاسباب وقريبا من النتائج فانه من المتوقع ان  الكاظمي سيستثمر علاقاته مع دول الخليج للتهدئة بينهم وبين ايران  مستقبلا  وتحديدا مع السعودية وبخاصة ان المؤشرات تقول ان قبول الايران بالكاظمي كمرشح للعراق جاء بصفقة مفادها تفاصيلها قيام امريكا بسحب قواتها التي ارسلتها الى السعودية لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، بذريعة التوترات التي حصلت  بين واشنطن والرياض، على خلفية الاضطرابات التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية نتيجة قرار السعودية برفع مستوى انتاج النفط والذي اضر بالاقتصاد الامريكي بشكل صارخ  . 

وهي في الحقيقة صفقة ذكية جردت السعودية من قوتها امام ايران الذي  يحمل من القوة الشيء الكثير وايضا فلتت امريكا من عبء الانفاق العسكري الحاصل لا سيما الانفاقات العسكرية اصابتها الشلل بعد الانهيار الكبير في اسعار النفط بسبب السياسة العجولة للسعودية ، فتكون حكومة الكاظمي مستقبلا حبل الوصل لتمكين التقارب بين الخليج وايران وتحقيق المصلحة العراقية  من خلال قلع فتيل التوتر هذا اذا سمح الشركاء في الداخل ان تجري الامور بانسيابية المرسوم لها ما لم يدخل داعش على الخط بعملية نوعية تقابلها تظاهرات منفلتة استاءت من الحظر الحجر المنزلي  والبطالة وعدم وجود مورد مالي تغير المعادلة وتضرب حكومة الكاظمي بنفس القاضية التي اسقطت حكومة عبد المهدي  !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك