المقالات

كيف تم انتخاب اية الله خامنئي لقيادة الثورة الإسلامية في إيران ؟!  


✍ د.محمد العبادي ||

 

بتاريخ ٤ حزيران من سنة ١٩٨٩م تم انتخاب اية الله خامنئي لقيادة الثورة خلفا للراحل الإمام الخميني (ره ) ، وإليكم حيثيات قصة انتخابه لهذه المسؤولية الخطيرة :

في الليلة التي توفي فيها الإمام الخميني أوكلت مسؤولية إبلاغ أعضاء مجلس خبراء القيادة إلى أية الله طاهري خرم أبادي وبالفعل تم ابلاغهم بضرورة الحضور صباحا في مبنى المجلس .

مجلس خبراء القيادة تم تشكيله وفقا للمادة ١٠٧ من القانون الاساسي وجميع أعضائه من المجتهدين ، وقد كان يضم ( ٨٠ ) مجتهدا وهذا المجلس طبقا لوظائفه يتولى نصب أو عزل قائد الثورة ، وقد جاء في المادة ١٠٩ من القانون الاساسي لإيران شروط القائد والتي على ضوئها تم اختيار قائد الثورة الإسلامية.

عود على بدء ؛ فقد حضر أعضاء مجلس خبراء القيادة وكان رئيس المجلس انذاك أية علي المشكيني ونائبه الشيخ هاشمي رفسنجاني  .

ينقل اية الله سيد علي اكبر قرشي في مذكراته ان : الجلسة بدأت بتقديم العزاء ،ثم انتقلوا إلى قراءة وصية الإمام الخميني(ره ) ، ثم أعلن اية الله مشكيني بدء الجلسة بشكل رسمي للتداول والتشاور في انتخاب قائد للثورة .

 بعض الأعضاء طرح فكرة ان يتولى المرجع اية الله محمد رضا الگلپایگانی قيادة الثورة وان يكون نائبه اية السيد خامنئي وهذا الرأي لم يصل إلى نتيجة عند المجتمعين.

استمرت النقاشات إلى أن تساوى طرفي النهار وحلت الساعة (١٢ ) ظهرا ؛ عندها أعلن الشيخ مشكيني انتهاء الجلسة ، وطلب من السادة أعضاء مجلس الخبراء بالحضور في الساعة الثالثة بعد الظهر من نفس اليوم .

جاء الفقهاء في الوقت المعلوم، وبعد أن استقروا على مقاعدهم أعادوا النقاش ثانية حول مسألة شورى الفقهاء أو قيادة الفقيه .

 شورى قيادة الفقهاء - بمعنى أن يتولى القيادة عدد من المجتهدين - وقد طرحت الأسماء التالية لعضوية شورى القيادة وهم السيد خامنئي والشيخ رفسنجاني وموسوي الاردبيلي وبعضهم طرح اسماء إضافية مثل اية الله مشكيني وغيره.  وهذا الرأي لم يحظى بالقبول ؛ فقد حاز على نسبة (٢٠) من الاصوات، ورفض باكثرية (٤٥ ) صوتا .

عندها استقر الرأي على مركزية القيادة ، وأن تكون في عهدة واحدا من الفقهاء ممن تتوفر فيه صفات العلم والتدبير والقدرة على القيادة والرؤية السياسية والاجتماعية الصحيحة والشجاعة والعدالة والتقوى  و..و..الخ .

 لقد طرح غير واحد اسم السيد الخامنئي ، لكنه رفض هذا الرأي .

يذكر اية الله محمد تقي مرواريد في مذكراته ويقول : عندما طرح اسم السيد الخامنئي نهض من مكانه ورفض الفكرة . عندها تحدث الشيخ هاشمي رفسنجاني  وقال : واقعا لو لم نتخذ موقفا في تعيين شخص لقيادة الثورة فإن أوضاع البلد ستتداعى ، وان من بيننا من ذهب إلى ساحات مختلفة من الحياة والعمليات وعاد منها ، وكل الناس ينتظرون منا موقفا ،واذا لم نشخص القائد ولم نقم بتعيينه فإننا سنكون في مواجهة حرب جديدة .    

اية الله مرواريد يكمل حديثه يقول : لقد ذكر الشيخ هاشمي رفسنجاني قصة كان شاهدا فيها اكثر من عضو في مجلس الخبراء وايدوه فيما قاله وسمعوه عن الإمام الخميني حيث ان الشيخ هاشمي رفسنجاني وموسوي الاردبيلي وآخرين قد اعلنوا للامام عن هواجسهم وقلقهم فيما يخص مستقبل الثورة بعد إقالة الشيخ منتظري من منصب قائم مقام القائد فاجابهم : طالما عندكم السيد خامنئي فلن يواجه النظام مشكلة في المستقبل .

وينقل الشيخ ناطق نوري رئيس مجلس الشورى الاسبق : بعد أن كثرت الأقوال في الأخذ والرد نهض اية الله شبستري وخاطب اية الله طاهري خرم أيادي قائلا له: انت لديك أقوال سمعتها من الإمام الخميني لم لا تعلنها في محضر الملأ الحاضر ؟ عندها تحركت الرغبة عند الحاضرين في الاطلاع لسماع ما قاله الإمام الخميني (ره ) .

قال لهم أن السيد احمد بن الإمام الخميني كان حاضرا في خدمت الإمام في منزله وكانوا يشاهدون  عبر شاشة التلفزيون زيارة السيد خامنئي لكوريا الشمالية ولقائه بالزعيم الكوري ايل سونگ ، في أثناء ذلك علق السيد احمد وقال : ان السيد خامنئي بسماته الجسمية وقسمات وجهه الحازم له جاذبية كرئيس للجمهورية الإسلامية . فقال له الإمام الخميني: ليس فقط له جاذبية وتليق به رئاسة الجمهورية ؛ بل  هو أيضا تتزين به القيادة ، أنه يستحق صلاحية القيادة .

عند ذلك أخذت الآراء تتمحور حول شخصية السيد الخامنئي دون منازع .

 وينقل السيد علي أكبر قرشي أنه عندما كانوا يبحثون عن شخص تتوفر فيه شروط القيادة التي حددها القانون فجأة لمعت في ذهنه كلمة سمعها عن الإمام الخميني حيث قال : عند ذهابي من هذه الدنيا فإن السيد الخامنئي هو الأفضل والاصلح من بين الجميع. 

وقد كان يجلس إلى يمين السيد قرشي اية الله شبستري فمال بجسمه اليه وهمس اليه بما سمعه ،وقال له انا أيضا سمعت هذه العبارة ثم انتقلت هذه الكلمات بين أعضاء مجلس الخبراء وتأكد لديهم بما لا يقبل الشك ان اية الله خامنئي تنطبق عليه شروط قيادة الثورة الإسلامية لاسيما وأن تاريخه قبل وبعد الثورة كان ولازال مشرقا حيث تولى عضويت شورى الثورة الإسلامية، ومعاون شؤون الثورة في وزارة الدفاع،  وكان رئيسا للجنة الدفاع في البرلمان ،مضافا إلى كونه امام جمعة طهران منذ سنة ١٩٨٠م وتولى رئاسة الجمهورية لدورتين  لحين وفاة الإمام وايضا كان عضوا في مجلس الخبراء .

لقد رفض السيد الخامنئي ان تلقى على كاهله هذه المسؤولية التي تنوء عن حملها الجبال لان القضية أبعد من الحدود الشخصية وتتطلب الطاعة من الآخرين حتى ان اية الله أذري فمي كان من بين المؤيدين لقيادة السيد الخامنئي للثورة لكن السيد الخامنئي رفض ان يتولى هذا المنصب الخطير وقال للشيخ اذري قمي اذا كان ولابد من تحميلي هذه المسؤولية ففي الستقبل لو عملت بوظائفي هل تتحملني ؟ وأجاب الشيخ فمي نعم و..و.الخ .

لقد تعين التكليف على السيد خامنئي وقبل على مضض بذلك،

ثم بدأ التصويت وحاز اية الله الخامنئي على أكثر من ثلثي الأعضاء  بنسبة ( ٦٨ ) صوتا .

وهكذا اصبح قائدا لمسيرة الثورة منذ أكثر من ثلاثين عاما وحققت الجمهورية الإسلامية إنجازات كبيرة خلال تصديه للمسؤولية .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك