المقالات

الورقة التي سيلعب بها الامريكان في المفاوضات  


هيثم الخزعلي ||

 

المتابع لحركة الدبلوماسية الأمريكية والعراقية يستطيع أن يربط بين التحركات واجزاء المشهد ليستشرف صورة المفاوضات القادمة في ١٠ حزيران، فبدءا من اختيار الولايات المتحدة لتوقيت المفاوضات وجعلها في نفس توقيت سقوط الموصل بيد داعش، مما يبعث رسائل مزدوجة للحكومة العراقية وللشعب العراقي، فأما رسالتها للحكومة والكتل السياسية ان مشهد داعش المدعوم أمريكيا ودخوله العراق بعد خروج الامريكان ممكن ان يتكرر في حال أصر المفاوض العراقي على خروج القوات الأمريكية، ومنها للسذج من الشعب  العراقي بأنه في هذا اليوم سقطت الموصل مما استدعى مجيئ القوات الأمريكية لمساعدة العراق.

 واما من حيث التحرك فلقاء السفير الامريكي ماثيو مع السيد مسرور بارزاني وتاكيده على ضرورة اشتراك الإقليم في المفاوضات، مع ما نعرفه من تأييد الإقليم لبقاء القوات الأمريكية في العراق، وهذا يستدعي ان يكون للاقليم ممثلين في المفاوضات المرتقبة، وأعتقد أن هذا الأمر سيتكرر مع المكون السني فلا يعقل ان يكون الوفد العراقي المفاوض يتضمن ممثلين للكرد وليس به تمثيل للسنة.

 وإذا نجح الامريكان باستدعاء المحاصصة للوفد العراقي المفاوض، يعني انهم ضمنوا على الاقل موقفي السنة والكرد الي جانبهم، ومع وجود مفاوضين أمريكيي الجنسية في المكون الشيعي وممن اقسم أثناء حصوله على الجنسية الأمريكية على الولاء للولايات المتحدة وحفظ مصالحها، فأعتقد ان صورة المشهد التفاوضي ورجوح كفة الموالين لامريكا هو الغالب.

 اذن المحاصصة التي افشلت بها الولايات المتحدة الحكومات العراقية المتعاقبة، هي بعينها الورقة التي يمكن أن تستثمرها لصالحها في المفاوضات القادمة، ولتجريد الولايات المتحدة من هذه الورقة، لابد أن يتم اختيار الوفد التفاوضي بدقة وان يكون للقوى الوطنية دور في ذلك.

 وعادة المفاوضين يقسمون قضايا التفاوض لثلاث أقسام، الأول هو الخطوط الحمر التي لا يمكن التنازل عنها، والثاني الأمور التي تخضع للمساومة وقد يتنازل عنها للحصول على مكاسب مقابلها، والثالث أمور بأمكانه التنازل عنها واستخدامها للمناورة.

 وعليه فلابد ان تقوم القوى الوطنية  بتحديد الخطوط الحمر التي لا يمكن التنازل عنها عراقيا، وهو تطبيق قرار البرلمان في ٥١٢٠٢٠ بخروج القوات الأجنبية ، وتحديد القضايا التي يمكن أن يساوم عليه الوفد العراقي، والقضايا التي يكون مخولا بقبولها، ثم إن يتم التصويت على مخرجات المفاوضات في البرلمان العراقي..

 ولأن العراق كما نصت المادة (١)من الدستور دولة ديمقراطية، أي يحكمها الشعب ولان البرلمان هو الممثل الشرعي للشعب والمعبر عن ارادته....

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك