مازن البعيجي ||
بعد أن صدرت الأوامر من قبل القيادة الإيرانية العليا بتوجه خمس ناقلات نفط عملاقة لإرسال شحنة نفط إلى فنزويلا بمهمة استشهادية ، وصل الخبر على شكل برقية سرية فورية إلى القيادة البحرية الإيرانية ، والرسالة مرت محّولة من إلامن في القيادة إلى القائد بشكل مباشر وهو في قاعة إجتماع مع عدد من القادة ..
أخذ الجهاز - القائد - وهو على طاولة الإجتماع ما ان رفع السماعة والكل ينظر له ويشاهدهُ في بزته العسكرية البحرية رجل قضى وطراً من عمره مقاتلاً وقائداً في الحرب المفروضة على إيران الإسلامية ومن عشاق الولي الخامنئي ومن خلص أصحاب الحاج ق،س الكل منتبه لهذه البرقية المستعجلة التي حولتها خلية الاستخبارات والأمن( الأسماء غير واقعية للضرورة ) .
تهلل وجههُ فجأة وانسابت دمعة صافية على خده البهي وكان متفاعلاً مع من يتلكم معهُ وكان صندوق المناديل يبعد عنه قليلاً مد يده دون شعور ولم تصل ، نهض أكثر من شخص قريبين منه ناولوه المنديل وضعهُ تحت نظارته التي لم تستطيع إخفاء دموع تلاحقت فورية ، الحاضرون دخل الوجل عليهم أي شيء قيل له او أخبروه به!؟
أزاح التلفون من يده ووضع رأسة بين يديه يسندانهُ ، نزع نظارته ووضعها حانباً وهو يمهمهم في ذكر اعتاد عليه ..
الكل يسأل أيها الجنرال ماذا حصل بالله عليك!!!
فقال بعد أن رفعَ رأسهُ وهو يقول اللهم عجل لوليك الفرج والنصر بحق محمد وآل محمد عليهم السلام أي سمو لكم أيها الإخوة وأي فضيلة ستتشرفون بها؟
قال : صدرت أوامر بإرسال شحنة نفط من خمس ناقلات عملاقة بمهمة عسكرية إلى فنزويلا وعلينا تنفيذ الأمر!
ما أن سمع القادة الحاضرون إلا وقفزوا من أماكنهم مصلين على محمد وآل محمد مرددين " لبيك يا خامنئي " وارتفعت الأصوات والبكاء وهاجت قاعة الإجتماع وماجت وهم بين ساجد هوى إلى الارض يشكر الله العظيم على ما وصلت له القيادة الإيرانية وقوتها .
ولكن الكل حاول التقرب من القائد الذي لم تفارق دموع الفرح خدهُ الليلي ، ولسان حالهم يا قائد منْ ستختار؟ وهل انا من ستختارهُ لهذه المهمة ؟
وحصل ما لم تستطيع العيون أن تراه وكأن الأمر صدر لهم من ولي العصر وليس عاملهُ ..
حاول فض الإجتماع ولم يستطيع لرغبة القادة وطمعهم منْ سيكون بهذه الرحلة ويفكر كل واحد منهم كيف أقناع القائد بذهابي انا في هذه الرحلة!؟
وبعد يوم بدأ القائد يختار عبر القادة والمستشارين طبيعة المهمة ويشرح حجم التحديات وأي ناقلة ستذهب إلى المهمة وتسميتها ، وهنا تقدم أخوة من القادة واخرون من الجند كل قدم أشبه بالسيرة الذاتية عنهُ وعن خدمته في البحرية وأنهُ أحق من اي واحد في هذه المجموعة الخيرة بالذهاب للمهمة ..
ليزداد حرج القائد الروحاني والمشاعري والرقيق فهو ربيب دمعة الليل ، يمثل لهم الأب الروحي لما يحمل من تدين وورع وهو يحمل على خده الايسر شظية من الحرب المفروضة على إيران الإسلامية ودائم العتب معها لماذا هنا وليس في رأسي ايتها الغشيمة ..
مضت أيام والقائد يرتب مع قياداته العليا الأمر..
ولكن منذ تسرب الخبر وتلفون القائد لم يهدأ اتصالات ورسائل من أصدقائه والمعارف وبصمات صوت تتوسل وتطلب من الحاج ان يسمح للجهد المدني حصة للذهاب بهذه المهمة ، المهمة التي يتعتبرها شجعان وجنود الولاية انها نصرة واقعية وحقيقة لصاحب الزمان الذي عاشوا طوال فترة وجودهم يحمي دولتهم من الخطر نعم هو هكذا ..
( إنا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم، و لولا ذلك لاصطلمتكم اللأواء و احاطت بكم الاعداء ) ..
لكن القائد يعتذر لأنها نعم المهمة نقل النفط صحيح لكن طبيعة المهمة عسكرية أمنية عالية المستوى ، شعب عشق معنى الشهادة وهو يبحث عنها في كل زاوية ومكان ، ويشعرون في تحدي الولايات المتحدة الأمريكية المتغطرسة كل العز والفخر وليس الخضوع لها واعتبارها شيء مهم!!!
القائد في مكتبه ويدخل عليه الجندي الذي يدير مكتبهُ يقول لهُ هناك ضابط برتبة ملازم من جنودنا يريد مقابلتك الأمر هام ..
فقال : له بعد نصف ساعة أدخلهُ علي حتى أنتهي مما في يدي من عمل ..
يقول : الجندي او سكرتير القائد رأيت الملازم وجههُ يتقلب ألوان وفي يديهِ حزمة أوراق مربوطة ببعض كل آن يطالعها ويهمهم ، تصورت عنده ظرف طارئ خاصة وهو بيده مسبحة من تربة ابي عبد الله الحسين عليه السلام وعيونهُ غارقة في الدموع رق قلبي كثيراً له ..
سُمح له بالدخول أخذ التحية العسكرية ووقف أمام القائد وهو بحال تعجب منها القائد قال له مابك ابني تكلم قال اولاً اعطني وعداً انك لا ترد طلبي ، تعجب وأراد إستخدام الأوامر العسكرية معهُ لكن هيئة الضباط الشاب وهيبتهُ ووقار ما عليه منعته الرفض قال تفضل ابني انا بخدمتك..
نعم هذا هو جيش الولاية والمهدي جيش الأخلاق والسيرة التقوائية أولاً ، قادة يشعرون انهم في لواء الحمد المهدوي ..
قال انا ابن الشهيد القائد قدوسي الذي استشهد بالحرب المفروضة وهو من كتب في وصيته لوالدتي ربي لي ولدي على عشق الولاية وعديه ليلحق بي شهيداً على طريق الولاية وفي سبيل الدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني ونهج الخميني ..
كان واقفاً القائد جلس وهو يضع كفيه على وجههُ فهو يتذكر الشهيد قدوسي الذي كان بكائهُ في صلاة الليل يوقظ السرية وهو مختنق بالعبرة ونياطهُ المقطوعة ومن جهة أخرى كيف استمر أثر البركة ليصل ولدهُ الصغير حتى يقف اليوم يريد الشهادة والذهاب بهذه المهمة ..
قال له انت ستكون على اول ناقلة تبحر ، فور سماعه الموافقة هوى إلى الأرض سجاداً وهو يجهش بالبكاء والقائد يبكي معه ..
هكذا هي دولة الفقيه ومنهج عشق الشهادة في سبيل رضاه تبارك وتعالى ..
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه تسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
وأسالكم الدعاء أمانة بالقبول والثبات ..
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)