المقالات

تساؤلات عن مرتكزات المفاوض العراقي وخطوطه الحمراء  


✍ د.محمد العبادي ||

 

في عصرنا الحاضر تعقد كثير من الدول مفاوضات ، وتتوج بتفاهمات أو اتفاقات أو معاهدات ، وربما لا يصلون إلى نتيجة في مفاوضتهم .

الواقع يقول ان أمريكا لاتحترم اصدقائها  ، ولاتحترم حتى أولئك الذين خدموها في تنفيذ مشاريعها.

لقد استخدمتهم وامتصت طعم خيرات بلدانهم ثم لما انتهت مهمتهم رمت بهم كقشرة البرتقال في القمامة ، ولنا عبرة فيما جرى على الرئيسين حسني مبارك وزين العابدين بن علي .!

وأمريكا أيضا لا تحترم الاتفاقات التي تبرمها حتى مع حلفائها فهي فاقدة للمصداقية ، وليس لها ضوابط اخلاقية سوى مصالحها أولا وأخيرا ؛ فقد خرجت من الإتفاقية التجارية عبر المحيط الهادىء (Tpp) والتي تضم (١٢ ) دولة ، وتمثل حوالي (٤٠%) من الاقتصاد العالمي ، وخرجت من اتفاق باريس للمناخ ، وخرجت من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF ) , وخرجت من الاتفاق النووي الإيراني لعام ٢٠١٥م ، وانسحبت من اليونسكو في مطلع ٢٠١٩م ، وانسحبت من الإتفاقية التجارية مع الصين وتحاول أن تطبق خططها الفردية الطموحة بأخذ رسوم إضافية، وعلقت في أواخر سنة ٢٠١٩م مساهمتها المالية مع منظمة الطيران المدني ، وعلقت تعاونها مع منظمة الصحة العالمية بعد ظهور وباء كورونا ، وغير ذلك . كل هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تتصرف بشكل أحادي ولا تهتم بأي طرف مهما كان حجمه إلا  بمقدار ما يحقق مصالحها وانانيتها المفرطة .

اتمنى ان يكون ظل كل هذه الاتفاقات التي مزقتها امريكا حاضرة في ذهن المفاوض العراقي أثناء حواره مع الشيطان الزئبقي .

 المفاوض العراقي لديه كثير من الأوراق والأسئلة التي تعيد له هيبته وكرامته فيما لو  احسن استخدامها .

لقد اتت امريكا الى العراق بسهولة وبلا مشقة فهي تستطيع خلق الذرائع ، وبعكس تلك السهولة تجد من الصعوبة والمشقة ان تخرجها من البلد الذي اقتضت مصالحها لدخوله .  نعم من الصعب أن تخرج ، لأنها تستخدم وجودها وقواعدها كمنصة للنفوذ إلى مناطق وبلدان أخرى ، ولأنها تأخذ الأتاوات من البلد الذي تجثم قواعدها على صدره ، فهي تأخذ ثمن كل طلقة تبصقها بنادقها، وكل طلعة جوية، وربما في بلدنا أخذت ثمن الصواريخ التي أطلقتها على معسكرات الجيش والحشد الشعبي وقتلت فيها أبنائنا.!!!

من المفروض ان يكون الدم العراقي احد الخطوط الحمراء ، ومن المفروض ان تحترم أمريكا صوت البرلمان العراقي وقراره وهو أحد الخطوط الحمراء ، ومن المفروض ان تكف أمريكا عن العزف على الأوتار الطائفية والقومية ، وتلجم اعلامها المسموم الذي ينفخ في نار التناحر والفرقة في اطياف العراق وهذه وغيرها هي الخطوط الحمراء التي نتمنى ان يتناولها المفاوض العراقي .

   نعم لقد قتلوا مئات الآلاف من العراقيين ولم نحصل منهم على اعتذار ولا على دولار واحد فهل سيكون المفاوض العراقي جريئا ويطالبهم بالاعتذار ويحسب ذلك بالدولار ، وسيكتب التاريخ له ذلك .

لقد صوت البرلمان العراقي على ضرورة خروج القوات الأجنبية وبالأخص الأمريكية ؛ فهل سيضع المفاوض العراقي خروج القوات الأمريكية كشرط سابق لأي تفاهم ؟!

من المفترض ان يكون سوء الظن والشك هو الأساس فيما يطرحه عليه الأمريكي.

لا نريد أن يأخذ المفاوض الأمريكي قطعة من الذهب ويدفع للمفاوض العراقي في مقابل ذلك قطعة من الحلوى ، لا نريد للمفاوض العراقي ان تخدعه تلك الضحكات البلاستيكية والوعود الفارغة أثناء التفاوض .

المفاوض العراقي غير ملزم لابتفاهمات ولا باتفاقات، لكنه ملزم بضرورة خروج القوات التي تستبيح اجوائه متى ماشاءت وتقتل من تشاء بغير حساب .! 

ان امريكا لم تحقق للعراق سوى الفوضى ، والتقسيم ، والفساد ، وانعدام الأمن والخدمات ، وربما تقضي على بقايا الحياة في جسد العراق المنهك عند التوافق معها ؛ نرغب في عدم مكافاتها على جرائمها ، لأنها دولة تستحق المحاسبة لا المكافأة  و (لمثل هذا فليعمل العاملون)

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك