المقالات

لا مفاوضات مع اميركا!  


عباس العنبوري ||

 

تناولت وسائل الاعلام العراقي خبر المفاوضات المرتقبة مع الولايات المتحدة الامريكية والمزمع اجراءها في ١١ حزيران الجاري بكثير من الاهتمام، وذلك لما لعلاقات العراق مع اميركا من تأثيراتٍ على الاستقرار الداخلي، سياسياً واقتصادياً وأمنياً. اذ تتباين وجهات النظر ازاء هذا التأثير من اقصى اليمين حيث الكورد الذين يعتبرون هذه العلاقة ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها وصولاً الى اقصى اليسار حيث الشيعة بكتلتيهم الرئيسيتين (فتح-سائرون) والتين تعتبران الوجود الاجنبي تهديد للاستقرار الداخلي. وما بين اليسار واليمين كتل دولة القانون والنصر وسائر الكتل السنية التي تُخضع الوجود العسكري الاجنبي لطبيعة الظروف والاحتياج وهي تمثل اليسار واليمين المعتدل في هذا الاطار.

وتنظم علاقة العراق مع الولايات المتحدة الامريكية اتفاقية الاطار الاستراتيجي المصادق عليها في مجلس النواب في العام ٢٠٠٨، والتي اثيرت حولها- ولا زالت-زوابع اعلامية لا داعي لها. اذ انها تخلوا هذه الاتفاقية من اي شروط ملزمة وتُخضع جميع ابوابها للتفاهم والتنسيق بين البلدين بما يجعلها اقرب الى مذكرة التفاهم (MOU). اما الامر الثاني -الذي ينظم تلك العلاقة- فهو التفويض الممنوح من قبل الحكومة العراقية في العام ٢٠١٤ للقوات الامريكية للتواجد على الاراضي العراقية لمحاربة داعش، بناءً على طلب خطي مقدم من حكومة العبادي بعد احتلال الموصل.

لقد جاء طلب اجراء المفاوضات من قبل حكومة الولايات المتحدة بعد تصويت البرلمان العراقي على قرار بسحب القوات الاجنبية من العراق على اثر خرق التفويض الذي قامت به القوات الامريكية في استهداف معسكرات عراقية وقيادات عسكرية عراقية واجنبية متواجدة على الاراضي العراقية بشكل رسمي. وتم تحديد موعد المفاوضات لتكون ممتدةً للفترة من 10-12 حزيران الجاري. وبسبب تداعيات ازمة كورونا التي تجتاح العالم باجمعه، فقد استبدلت طريقة المفاوضات المباشرة باستخدام الدوائرة التلفزيونية المغلقة، وهو الامر الذي يصعب من طبيعة اجراء الحوار.

وبالعودة الى عنوان المقال، يطرح التسائل، هل هناك مفاوضات حقاً وما هي اجندة التفاوض؟

وحقيقة الامر، انه لا يوجد مفاوضات بين الطرفين الا بالعنوان وحسب. فالملفات بين البلدين محسومة وخلاصتها:

1.      لن تسحب القوات الامريكية توجدها من بعض القواعد العسكرية وفي مقدمتها قاعدة كردستان وعين الاسد.

2.      سيبقى ملف استيراد الطاقة من ايران واحدٌ من ادوات الضغط على الحكومة العراقية ومهددٌ باحتمالية تطبيق عقوبات اقتصادية عليه، وذلك لتحييد الفصائل المسلحة التي تمثل عنصر القلق الاساس للقوات الامريكية.

وفي تصوري،لا داعي لرفع سقف التوقعات الشعبية، واعتبار هذه الحوارات التي كان ينبغي ان تكون جزءً من عمل اللجان المشتركة بين اي بلدين تربط بينهما اتفاقيات تعاون-اعتبارها- مفاوضات مصيرية وستجد حلولاً او ترسم ملامح علاقة مستقبلية بين البلدين. وما اختيار فريق مفاوض على مستوى متدني من الخبرة والكفاءة – رغم اني اكن التقدير لبعضهم وهم ممن تربطني بهم علاقة طيبة- الا دليل على ما اقول.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك