سرى العبيدي ||
تقرير من منظمة اليونيسيف العالميه
يعتبر الامن الصحي Health Security العامل الاساس في تحقيق الامن البشري Human Security و الذي يمثل بدوره الركيزة الاهم للامن الوطني National Security للدول.
ان الاسباب التي جعلت دول العالم تضع ادامة الامن الصحي في اولوية اسبقياتها الاستراتيجية ليست خافية على احد.
فالشعوب التي لا تلقى رعاية صحية كافية تعاني من الامراض و العلل وبسبب ذلك تقل انتاجية هذا الشعب و تقل قدرته على العمل.
و هذا يعني توقف عجلة الاقتصاد و الاستثمار، و عدم قدرة عمال و موظفي الدولة على تقديم الخدمات و توقف التطور في البنية التحتية و الفوقية و ضعف القدرات البدنية للجنود.
كل هذا سيؤدي الى اضطراب سياسي لا يمكن تخمين نتائجه و لكنها بالتأكيد سيئة مما سيضع الدولة تحت تهديد الدول الخارجية الطامعة و العصابات الارهابية الدولية .
تعتبرالمصادر البشرية الصحية (Human Resources for Health (HRH أهم وحدة بنائية في النظام الصحي للدول التي تسعى بدورها للاحتفاظ بالاطباء و العناصر الطبية و الصحية و منع هجرة الادمغة Brain Drain بسبب الكلفة العالية و الوقت الطويل المطلوب ذات خبرة تكون قدرة على تقديم خدمات ذات جودة عالية.
لنعد الان الى العراق و نتحدث بالارقام عن تأثير جائحة كوفيد 19 على الكوادر الطبية العراقية.
ابتداءً فأن العراق يعتبر اقل دول المنطقة في مؤشر كثافة الاطباء فهو يمتلك 0.8% طبيب لكل الف مواطن و هذا قليل جدا في الدول المصنفة بأنها ذات دخل متوسط - مرتفع مثل العراق و مع ذلك تم و بدم بارد احالة ما يقارب 3000 طبيب على التقاعد بشكل جماعي و بدون ان تعي الدولة ما فعلت !!
هل تعلمون كم بلغ عدد الكوادر الصحية التي اصيبت بجائحة كوفيد 19 في العراق؟
هل تعلمون الان ان الوفيات بين الاطباء و الكوادر التمريضية اصبحت شائعة حتى اننا يوميا نقرأ نعيا لأحد زملائنا من الاطباء او الكوادر التمريضية على صفحات التواصل الاجتماعي.
لدينا في العراق 906 اصابة مؤكدة بين الكوادر الطبية و الصحية لغاية يوم 7 حزيران 2020 و اليوم سمعت بأكثر من زميل مصاب بعضهم راسلني شخصيا بعد ظهور نتائج فحوصهم.و لا استبعد ان نصل الى الف مصاب خلال الاسبوع القادم.
تشكل نسبة الاطباء المصابين في العراق 20.2% من العدد الكلي من المصابين المؤكدين فتصورا؟؟؟
خُمس الاصابات المسجلة في كل العراق هي بين الكوادر الطبية و الصحية.
ايطاليا التي تعتبر من اكثر الدول تضررا بالوباء كانت اصابات العناصر الطبية فيها 11% فقط
الصين كانت نسبة اصابة العاملين في الحقل الصحي فيها 3.8% من مجموع الاصابات الكلي
الممرضون و الممرضات في العراق يشكلون الفئة المتضررة الاكبرحيث بلغت نسبة اصابتهم 50.5% من مجموع اصابات الكوادر الطبية و الصحية يليهم
الاطباء بنسبة 31.6%
تقنيي المختبرات، 5.7%
عمال النظافة 5.3%
ثم ياتي الصيادلة و اطباء الاسنان و سواق الاسعاف بنسب قليلة
على الحكومة العراقية و خلية الازمة و وزارة الصحة و نقابة الاطباء و كل من له سلطة في العراق العمل فورا على حماية كل العناصر الطبية و الصحية باسرع ما يمكن و الا اصبح النظام الصحي العراق في خبر كان.
يجب عدم زج العناصر ذات التاهيل العالي في اي اعمال من الممكن ان تعرضهم للاصابة و بالتالي تؤدي الى خسارة خدماتهم.
لا تخرجوا الاطباء و الطبيبات لاخذ مسحات من المرضى و ملأ استمارات فهذه لا تحتاج الى 6 سنوات دراسة عدا الاختصاص!
تقليل تواجد الاطباء من الاختصاصات البعيدة عن موضوع الجائحة كأطباء المفاصل و الجلدية و حتى الجراحة و عدم قسرهم للمجيء للمستشفيات لمجرد الدوام دون وجود فائدة حقيقية من مجيئهم
تدريب الموظفين الصحيين على التعامل مع الحالات في الميدان.
يكفي تفريطا بحياة العملة النادرة، العناصر الطبية.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha
