محمد البدر ||
نيلسون مانديلا أيقونة التسامح والتعايش في العالم، حين أستلم الرئاسة في دولة جنوب افريقيا أنشأ لجنة (الحقيقة والمصالحة) جنوب أفريقيا كانت تحكمها الأقلية البيضاء وقد ارتكبوا مجازر واضطهاد ضد الأكثرية السوداء.
هذه اللجنة اشترطت على المسؤولين البيض (الإعتذار والإعتراف) بجرائمهم كمقدمة للعفو عنهم ومسامحتهم.
هل أحد ينكر إن البيض ارتكبوا جرائم ضد السود في جنوب أفريقيا؟؟.
أبداً لا.
عام 1994 قامت قبائل الهوتو الأكثرية في دولة رواندا بإرتكاب مجزرة إبادة جماعية ضد قبائل التوتسي الأقلية.
الهوتو مسيح كاثوليك وقد ساهمت بعض الكنائس والرهبان والقساوسة في إرتكاب أعمال القتل.
عام 2018 البابا فرنسيس قدم إعتذار رسمي للتوتسي بسبب المجازر التي وقعت ضدهم ومساهمة الكنيسة فيها.
هل أحد ينكر إن الهوتو ارتكبوا جرائم ضد التوتسي؟؟.
أبداً لا.
ماحصل في سبايكر جريمة إبادة جماعية ضد شباب شيعة.
وتم قتلهم فقط لأنهم من الشيعة.
ومن قتلهم هم أشخاص من عشائر تكريت وتحديداً البو عجيل والبو ناصر وشارك معهم آخرين من تلك المناطق.
قتلوا بدافع التحريض والكراهية وتكفير الشيعة وتخوينهم.
هذا الخطاب كانت تتبناه ساحات التظاهر في المدن السنية وتتبناه منابر الجمعة في مساجد المدن السنية.
وكانوا يصفون من ارتكب الجريمة بالثوار الأبطال!!.
هل خرجت عشائر تكريت أو مجموعة من أئمة المساجد تلك ببيان إعتذار عن ذلك الخطاب التحريضي التكفيري المشحون بالكراهية؟؟.
هل اعتذرت العشائر التي ارتكبت الفعل؟؟.
هل اعترفت بجريمتها وتبرأت من الفاعلين؟؟.
أبداً لا.
إذاً لماذا تطالبني بنسيان الجريمة وتركها وعدم الغوض فيها!!.
هل سود جنوب أفريقيا كانوا عنصريين حين طالبوا بالاعتذار؟؟.
أم هل التوتسي كانوا طائفيين حين طالبوا بالاعتذار؟؟.
لماذا يجب أن يصمت الشيعي ضد جريمة إبادة جماعية حدثت ضده!!.
وإذا استذكرها ينعت بالطائفية.
من هو الطائفي.
الذي يستذكر جريمة حدثت ضد أبناء طائفته؟؟.
أم الذي يدافع عن الذين ارتكبوها فقط لأنهم من طائفته؟؟.
لماذا تبريرالجريمة بطرق مختلفة مباشرة أو غير مباشرة!!.
سبايكر جريمة إبادة جماعية ضد شباب شيعة وعشائر تكريت مطالبة بالاعتذار والاعتراف وإلا فعار هذا الفعل تبقى تلاحقهم.
دماءنا ليست مجال للمجاملة والتغاضي.